ما الفرق بين الولي والمولى، فالكثير من الناس لا يعرف الفرق بينهما، ولا يوجد لدي جواب قاطع جازم. ولكن سأضع بين يدي القارئ الكريم مجموعة من النصوص القرآنية، لعله يستنتج الفرق من خلال المقاربات النصية.
ما الفرق بين الولي والمولى؟
نأتي الآن إلى كلمة (مولى) وجمعها موالي :
“فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير”
“ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم”
“ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون”
ويقول زكريا مناجيا : “وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا”
الذي أستطيع أن أستنتجه من مجمل هذه الآيات أن (المولى) هو الذي تحت ولايتي وأنا وليه وناصره.
فلكل جعلنا موالي لترعوهم، وزكريا خاف على الموالي -هذا الذي أفهمه- خاف عليهم ولم يخف منهم فطلب من الله وليا من بعده ينصرهم ويرعاهم ويعيلهم.
شاهد أيضاً: الفرق بين العالم والجاهل
النصوص التي تتحدث عن كلمة (ولي) وجمعها (أولياء).
قال تعالى: “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا”.
“الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور”.
“إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين”.
“واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا “.
“أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي”.
“ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
“قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت”.
ويقول الملائكة : “نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة”.
ويقول التسعة الرهط من قوم صالح : “ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون”.
ومن خلال العودة إلى سياق هذه الآيات، نستطيع أن نستنتج أن الولي هو الناصر والأولياء هم الأنصار.
اذكر ما الفرق بين ولي ومولى في القرآن الكريم؟
فإذا أردتم أن تستنصروا فاطلبوا النصر من الله ورسوله والذين آمنوا والملائكة. وفي حالة غياب أو موت هؤلاء الأولياء، فالله وحده هو الولي لأوليائه والناصر لأنصاره “هنالك الولاية لله الحق”. فلا ولي سواه ولا ناصر إلا إياه، كما هو الحال التي نعيشها اليوم. لا يوجد ناصر ينصرنا من وباء كورونا، ولا علاج، ولا طبيب، ولا نستطيع حيلة ولا نهتدي سبيلا. فإذا طلبنا الولاية فلنطلبها من الحي الذي لا يموت، وهو على كل شيء قدير. ولننصر دينه وكلمته لينصرنا، ولنكن له أولياء ليكون لنا وليا.
أقرأ أيضاً: ماهو الفرق بين المقسط والقاسط
كيف نقول الله مولانا؟
هل يحتاج إلى ولايتنا ورعايتنا ونصرتنا؟
والإجابة تتمثل في دين الله، فهو يحتاج منا إلى نصرة ورعاية، والله قادر على أن ينصر دينه من دوننا. ولكن ليبلو بعضنا ببعض وليمنحنا هذا الشرف، ولنكون الأوصياء والأولياء لدينه. فإذا اتخذ الله له أولياء فليس من ذل ولا من حاجة “ولم يكن له ولي من الذل”. فهو نعم المولى ونعم النصير، وإن شئت قل (فهو نعم المولى ونعم الولي).
فإذا أردنا أن يكون الله ولينا فلنكن أولياءه أولا، وإذا أردنا أن نكون مواليه فلنجعله مولانا أولا.
“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
وفي الختام نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من معلوماتنا عن ما الفرق بين الولي والمولى، التي تحدثنا عنها مع الدليل.