هل فرعون اسم علم لحاكم مصر، أم أنه لقب ملكي لكل حاكم

هل فرعون اسم علم لحاكم مصر، أم أنه لقب ملكي لكل حاكم، وعند مراجعتنا للتاريخ هل يوجد في القرآن ما يؤيد التاريخ لحقيقة اسم فرعون ؟، دعونا نتأمل بعض مقتطفات من القرآن الكريم آيات ودلالته مع التفسير في موقع إكليل المعرفة.

تفسير آية “وإذا الموءودة سئلت . بأي ذنب قتلت”

لو تأملنا في تفسير آية “وإذا الموءودة سئلت . بأي ذنب قتلت”، يقول الله تعالى : “وإذا الموءودة سئلت . بأي ذنب قتلت”، أنا أفهم هذه الآية على النحو الآتي : الموءودة هي النفس المدفونة في الرحم، وقتلها إجهاضها، أكانت هذه النفس ذكرا أو أنثى. وهو ما نهى عنه الله عز وجل بقوله : ولا تقتلوا أولادكم. فالسؤال : بأي ذنب قتلت، وليس : بأي ذنب وئدت. لأنها موءودة أصلا في الرحم، وهذه الجريمة قد تحصل في كل زمان ومكان لا في الجاهلية فحسب، والله أعلم.

هل فرعون اسم علم لحاكم مصر، أم أنه لقب ملكي لكل حاكم

يتحدث القرآن عن (فرعون)، فهل (فرعون) اسم علم لحاكم مصر آنذاك، أم أنه لقب ملكي لكل حاكم ما يعني أنهم فراعنة لا فرعون واحد؟ وإذا كان لقبا فهل عاصر موسى فرعونا واحدا أم أكثر؟. ويتحدث التاريخ عن فراعنة كثر حكموا مصر، باعتبار أن اسم (فرعون) لقب لا اسم علم.

هل يوجد في القرآن ما يؤيد التاريخ لحقيقة اسم فرعون ؟

ثمة آيات تستوقفني مثل : “وفرعون ذي الأوتاد . الذين طغوا في البلاد” قال : الذين ولم يقل : الذي. فهل هذا الاسم الموصول بصيغة الجمع صفة لفرعون أي للفراعنة، أم أنه صفة للأقوام السابقة المذكورة في الآيات السابقة، ومن بينهم فرعون؟. وإذا كان الاحتمال الأخير فهل تستقيم اللغة! وقوله تعالى : ” فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون (وملئهم) أن يفتتهم”، قال : وملئهم، ولم يقل : وملئه.

على من يعود ضمير الجمع في وملئهم

يا ترى على من يعود ضمير الجمع وملئهم؟ إن كان عائدا على (فرعون)، فهذا يوحي إلى فراعنة كثر كان لهم ملأ ومجلس شورى، منهم من عاصر أكثر من فرعون. وإن كان عائدا على قوم موسى فمعناه : على خوف من فرعون والملأ الذين يمثلون قوم موسى في بلاط فرعون. وقوله تعالى : ” هل أتاك حديث الجنود . فرعون وثمود”. فعطف الجمع الدلالي (ثمود) على فرعون يوحي بأنهم فراعنة. مع أنه يجوز عطف الجمع على المفرد والعكس، ولكن التناسق الفني يرجح الأول بوصفهم جنودا، والحاكم يجوز وصفه بالجندي ليكون قدوة لجنوده.

اقرأ أيضا : من هم أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم

أخيراً كل ما أود قوله : يحتمل أن يكون لفظ (فرعون) لقبا للحاكم لا اسم علم لحاكم بعينه، كما يحتمل أن يكون (فرعون) في عهد موسى الرضيع غير فرعون في عهد موسى النبي. وبهذا يلتقي القرآن مع التاريخ .. والله أعلم.