ثقافة

هل الاحتفال بالمولد النبوي سنة أم بدعة؟

هل الاحتفال بالمولد النبوي سنة أم بدعة؟

المحتويات

هل الاحتفال بالمولد النبوي سنة أم بدعة؟ أعتقد أن هذا أغبى سؤال، ويجسد عقلية الإنسان العربي المعاصر الغبي، ولو فكرنا قليلا لوجدنا أن السنة كانت في الأصل بدعة. ابتدعها أحدهم فصارت من بعده سنة وطريقة انتهجها الناس.

الدين من أجل الإنسان وراحته، وسعادته وكرامته، وتحريره من كل طاغوت، وربطه بالله الأحد. وأي دين أو مذهب، أو فلسفة، لا تكرم الإنسان وترتقي به مادة وروحا فليس من الله في شيء. لأنك إذا كنت صادقا في حبك لله، فأحبب صنعته التي صنعها بيديه. ما لم راجع حسابك، وقم بعملية فرمتة لدماغك، وابدأ من نقطة الصفر، قبل أن يداهمك الموت وأنت على هذه الحال.

هل الاحتفال بالمولد النبوي سنة أم بدعة؟

ليست المشكلة في كون هذا العمل أو ذاك سنة أو بدعة، طالما أنه لا يحق باطلا، ولا يبطل حقا، ولا يتضرر منه إنسان. فلو نظرنا إلى صلاة التراويح فهي بدعة صارت سنة، وما العيب في ذلك؟ كذلك الاحتفال بمولد المسيح بدعة، صارت سنة انتهجها النصارى، ما العيب في ذلك؟. كما أن الرهبانية لدى النصارى بدعة، ابتدعوها ابتغاء رضوان الله، فكتبها الله عليهم وامتدح بدعتهم، لو أنهم سنوها ورعوها حق رعايتها.

وكذلك الاحتفال بمولد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بدعة، ولكن يمكن وصفها بأنها بدعة حسنة، صارت سنة عند بعض الطوائف ولا بأس بذلك. رغم أننا لا نعرف يقينا متى ولد؟ لأن ميلاده لم يكن مشهورا كميلاد المسيح. بعكس وفاته في 12 ربيع أول فقد ملأ الدنيا بعد النبوة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : ما الحكمة والغاية من الاحتفال بعيد ميلاده؟

ما الهدف من الاحتفال بالمولد النبوي ما الغاية منه؟

القضية هل هذا العمل أو ذاك يراد به وجه الله! “ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها “. هذا هو المحك الذي نقيس به العمل، هل يراد بهذا الاحتفال وجه الله، وإعادة الاعتبار للرسول والرسالة، وإشاعة عطره وذكره وإنسانيته للعالمين.

اقرأ أيضاً : دلالة السياق في النص القرآني وأنواعه

إن كان هذا الهدف فنعمت البدعة هذه، ولا بأس من جعلها سنة ينتهجها المسلمون جيلا بعد جيل.

أما إذا كان الهدف تغطية هو الضحك على العوام وصرفهم عن حقوقهم وإشغالهم بهذه الطقوس فيا عيبااااااااه.

ماذا يعني الإحتفال بالمولد النبوي؟

الاحتفال بمولد النبي جميل، والأجمل ترجمة سلوكه وأخلاقه، فلم يكن فظا غليظ الطبع، كما هو حال هؤلاء المحتفلين. ولم يكن يصادر حقوق الناس، ويشغلهم بالطقوس كما هو حال هؤلاء، ولم يكن يفعل شيئا يجامل به الفرس أو الروم لينال رضاهم. بل كان يؤسس أمة مستقلة، لها هويتها الإيمانية، وشخصيتها المتميزة، وحكمها العربي، ونواتها الواحدة، التي يشع منها نور الله. الذي يمتد إلى كل البقاع، ويبدد ظلمات أكبر امبراطوريتين في ذلك العصر، وينشر الخير والسلام والمحبة للعالمين. هذا هو رسول الله، والاحتفال بمولده يعني إحياء هذه المعاني في نفوس الناس أفرادا وجماعات، إن كسوة عريان بخرقة خضراء، تعلقونها في الاحتفال خير من تعليقها، وأعتقد أن رسول الرحمة سيتفهم ذلك ويسرّ به، وإطعام جائع بما ينفق في الاحتفال، خير من الاحتفال. ورسول الرحمة سيسر بذلك.

ما الدروس المستفادة من ذكرى المولد النبوي؟

لقد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلمنا القيم، و يغرس في نفوسنا الأخلاق،

فالصلاة والسلام على رسول الله، الذي جاء ليرفع الأثقال من على كاهل الناس، ودعاهم لما يحييهم. ولم يأت ليزيدهم أثقالا على أثقالهم، ويدعوهم للموت وبناء المقابر وزخرفتها.

والصلاة والسلام على رسول الله الرحمة المهداة للعالمين الذي كان يستغفر حتى للمنافقين وهم منافقون، لا كمن يأخذون الناس بالظنة ويصنفونهم ويزندقونهم ويكفرونهم.

الصلاة والسلام على رسول الله الذي قال (إنما أنا بشر مثلكم)، ولم يقل (نحن أبناء الله وأحباؤه).

أخيراً الصلاة والسلام على رسول الله الذي يعز عليه عنتنا ومشقتنا، الحريص علينا الرؤوف الرحيم بنا. فاللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى جميع المؤمنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى