من هو محسن العيني ويكيبيديا السيرة الذاتية
ولد الزعيم محسن العيني لأسرة فقيرة في قرية الحمامي على بعد 15 كيلو من العاصمة صنعاء ويعتبر الخامس ضمن سبعة اخوة ، وفي سن السابعة توفت الأم ثم الأب ثم الاخ الاكبر فاضطر الى رعي الأغنام وذاق مرارة الجوع ثم انتقل الى قرية المساجد خارج صنعاء بحثاً عن عمل افضل ، ونظرا لعدم وجود من يرعاه في البيت فقد سعى العديد من اقربائه لإلحاقه بمكتب الأيتام وهي المدرسة الإبتدائية الوحيدة في العاصمة تقريبا الذي انشأها الإمام يحيى لتكون خاصة بالأيتام ، انتقل بعدها الى المدرسة المتوسطة الوحيدة . وهناك احتك بالعديد من المدرسين المصريين واللبنانيين وفي عام 1947 م كان من ضمن اربعين طالبا تم اختيارهم للدراسة في لبنان وسط معارضة كبيرة كماذكر محسن العيني نفسه في كتابه الشهير ( خمسون عاما في الرمال المتحركة ) الصادر عام 2000م .ثم تنقل بعدها للدراسة مابين لبنان والقاهرة وباريس وفي باريس ترجم كتاب ( كنت طبيبة في اليمن ) للطبيبة الفرنسية (كلودي فاين) التي شرحت فيه كل ما حصل معها اثناء زيارتها الى اليمن في عام 1951م وهو اكثر ما يشبه المذكرات اليومية اثناء فترة عملها لمدة عامين تقريبا وقد زاد هذا من حنق الإمام احمد على محسن العيني . تعاقد مع الشيخ محمد سالم البيحاني للتدريس في المعهد العلمي الإسلامي في عدن وقام بتدريس مادتي ( التاريخ والتربية الوطنية ) وواصل هناك نشاطه السياسي مع العديد من السياسيين في عدن فأمر الحاكم البريطاني بإبعاده عن عدن فعاد الى بيروت ثم القاهرة عام 1961 . وعندما قامت ثورة سبتمبر تم تعيينه وزيرا للخارجية وكان في العراق لمقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم ممثلا لإتحاد العمال العرب عندما سمع بخبر تعيينه ، وبعد اكثر من شهر تم تعيينه مندوبا لليمن في الأمم المتحدة وهناك قاد حملة كبيرة للإعتراف بحكومة الجمهورية الوليدة في صنعاء فحصل على مايريد وتم الإعتراف وانسحب الوفد الملكي من القاعة ليحل بدلا عنه الوفد الجمهوري وتحدث العيني في هذه الجلسة بكلمة مطولة عن الاوضاع في اليمن ، وبعد مدة عين الى جانب عمله في الأمم المتحدة سفيرا في واشنطن ، وفي عام 1965 م عين وزيرا للخارجية في حكومة احمد النعمان التي استقالت بعد اشهر . وفي حركة 5 نوفمبر 1967م التي اطاحت بالسلال لصالح القاضي الإرياني عين العيني رئيساً للحكومة وبعد اقل من شهر على تعيينه ومع اقتراب القوات الملكية من العاصمة صنعاء قدم العيني استقالته ليتم تشكيل حكومة عسكرية برئاسة الفريق حسن العمري ليدخل الجميع في معركة الدفاع عن صنعاء فيما عرف بمعركة وحصار السبعين والتي انتهت بإنتصار الجمهورية ، عاد العيني الى عمله السابق مندوبا في الأمم المتحدة ، وفي عام 1969م استدعاه القاضي الإرياني لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة العمري العسكرية . استمر العيني على رأس هذه الحكومة حتى نهاية عام 1972 م . اشرف خلالها على المصالحة اليمنية والتي تمت في مايو عام 1970م وقاد مفاوضات اعترفت بموجبها السعودية بالجمهورية العربية اليمنية ، وخلال هذه الفترة واجهت حكومة العيني مأساة الجفاف نتيجة شح الأمطار وما نتج عنها من مجاعات فعمل العيني على زيارة العديد من الدول مثل الصين والهند وغير ها لطلب المساعدة واعتماد مشاريع في اليمن . وخلال هذه الفترة ايضاً واجهت الحكومة الحرب بين شطري اليمن وصولاً الى حضور الجانبان الى ليبيا وتوقيع ما عرف ببيان طرابلس على طريق اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وكان العيني شاهدا فيه الى جانب القاضي الارياني . قادة حكومة العيني حملة ضد القات وعملت على توعية المجتمع باضراره ومنع منتسبي الجيش والموظفين الحكوميين من تناولة وقد نجح الى حدا كبير في ذلك ، وامام ضغط زعماء القبائل وبعض الشخصيات العسكرية على تحقيق مطالبهم لدى الحكومة واصرار العيني على رفضها لانها مخالفة للقانون ومصلحة البلاد اضطر بعدها لتقديم استقالته فقبلها القاضي الإرياني وكلف بدلا عنه القاضي عبد الله الحجري، وفي 13 يونيو عام 1947م قدم الرئيس الإرياني استقالته وتوجه الى سوريا ليخلفه بالحكم الرئيس ابراهيم الحمدي الذي طلب من العيني بإلحاح شديد ضرورة العودة الى صنعاء لتشكيل حكومة برئاسته وبعد تردد وافق العيني على ذلك بعد تأكيد الحمدي له انه سيحقق كل شروطه السابقة التي كان يطرحها . ارسل الحمدي طائرة عسكرية الى اسمرة على متنها المقدم احمد الغشمي لاستقبال العيني قادما من لندن حيث كانت المطارات اليمنية مغلقة بسب حركة 13 يونيو، وصل الى صنعاء ثم توجه الجميع برئاسة الحمدي الى تعز لوداع الرئيس السابق القاضي الارياني في طريقه الى دمشق ، وعند الطائرة قال له الارياني : انا سعيد بعودتك فلابد ان تصبر وتتحمل فأمامكم متاعب كثيرة فرد عليه العيني قائلا : انت الوحيد المحسود والمحظوظ فقد تخلصت اخيرا من المتاعب ، شكل العيني الحكومة واجرى بعض الاصلاحات وطالب بضرورة تقليص سفارات اليمن في الخارج والتركيز على الدول المهمة مع ضرورة تثقيف العاملين في الحقل الدبلوماسي وتعليمهم اللغة الإنجليزية ، كان اول خلاف مع الحمدي هو اعتراض العيني على تعيين الغشمي رئيساً للاركان وقال انه لابد لرئيس الاركان ان يكون مثقف ثقافة عسكرية علية او خاض معارك للدفاع عن البلد ، ورفض حضور اداء الغشمي لليمين امام الحمدي . ثم توالت الخلافات والصدمات وبدا الاعلام السعودي يشن هجوم على الحكومة وتضغط الرياض على القيادة في صنعاء بضرورة تغيير الحكومة وقد وجد العينيني ان القيادة راغبة في ذلك فقدم استقالته وانتقل الى الخارج منتصف العام 1975م وفي 11 اكتوبر عام 77م استشهد الحمدي ليصعد الغشمي الى الحكم وبعدها بثمانية اشهر اغتيل الغشمي ثم جاء الرئيس علي عبد الله صالح الى الحكم الذي طلب من العيني العودة الى صنعاء وتعيينه مندوبا في الأمم المتحدة وانتقل بعدها في العديد من العواصم الغربية لتقديم اوراق اعتماده هناك ممثلا لليمن ثم سفيرا في واشنطن .. يقول العيني في كتابه ( خمسون عاماً في الرمال المتحركة : انه عندما كان في المدرسة المتوسطة القى كلمة امام الوفد الامريكي الذي زار المدرسة كان قد اعدها له استاذه محمد الحلبي وفيها بعض الكلمات الإنجليزية وبعد الحفل طلب منه الحلبي اعادة الورقة ولكنها كانت قد ضاعت فغضب منه وقال له انت ((مستقبلك مظلم )) وظل يؤنبه ويتنباء بمستقبله المظلم ، وبعد الثورة جاء يهنئه بوزارة الخارجية ويعتذر له ويقول (بل مستقبلك مشرق ) فقال له العيني ضاحكاً : على العكس لم اصدق أن مستقبلي مظلم إلا الآن !! رحم الله الإستاذ محسن العيني لقد عمل بكل طاقته من اجل اليمن ومصلحتها رافضاً للتبعية والرضوخ من اجل البقاء في المنصب ، وداعاً محسن العيني وإن غبت عن اعيننا فستظل في قلوبنا وذاكرتنا.