معلومات عامة

ما هو تفسير الآية ولقد همت به وهم بها

ما هو تفسير الآية ولقد همت به وهم بها؟

ما هو تفسير الآية ولقد همت به وهم بها، الذي يبحث الكثير لمعرفة تفسيرها، والبعض الآخر يعرف عنها أشياء بسيطة. وتفسير اي آية قرآنية تحتاج إلى عالم مجتهد، ولا تبنى التفسيرات على اجتهاد غير العلماء المجتهدين والصحابة.

ما هو تفسير الآية ولقد همت به وهم بها؟

اختلف المفسرون في هذه الآية من قصة يوسف وزليخا على قولين:

الأول هو: همت بالمعاشرة الجنسية وهم بضربها، فالهمّ هنا مختلف.

والثاني: همت بمعاشرته وهم بمعاشرتها لولا أن رأى برهان ربه، فالهمّ هنا مشترك.

وكان التفسير الصحيح هو الأخير، لكن ظهر رأي آخر وهو، أن الهمّ مشترك بينهما ولكن ليس بالمعاشرة بل بالضرب.

قصة زليخه مع يوسف عليه السلام

عندما قالت هيت لك رفض وقال معاذ الله، وهنا انتهت المراودة، وبدأ فصل جديد، ان السيدة التي يعصيها عبدها. بعد أن أهانت نفسها في حبه الذي شغفها، وتهيأت له لابد أنه استفزها وقامت برد فعل، وهو الشروع في الضرب. وربما القتل، وبما أنها رفعت يدها مثلا استيقظت كرامة الرجل، الذي يتعرض لضرب امرأة فرفع يده. أو همّ بضربها دفاعا عن النفس وتأديبا لها.

مَا المقصود بالبرهان في قوله تعالى عن سيدنا يوسف ولقد همت به وهم بها ولولا أن رأى برهان ربه؟

ولولا أن رأي برهان ربه لنفذ ما هم به، فتراجع ونفذ بجلده وهي ما زالت في ذروة الغضب. تلاحقه وتمزق قميصه من دبر، ربما طعنته من الخلف بسكين فأصابت قميصه، وقصة السكاكين في القصة لها حضور. المشهد هنا مشهد عنف لا شهوة، لقد استفز كبرياءها فما كان منها إلا أن تبادر بالشكوى لسيدها: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا.

ما هو السوء وما هو الفحشاء؟

السوء غير الفحشاء، السوء يتعلق بالعنف والفحشاء بالشهوة، بدلالة: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. والواو تفيد المغايرة، فهي كانت تريد الفحشاء، وحين أبى أرادت السوء به وأراده بها. أما الفحشاء فلا تليق برجل كريم فما بالك بنبي.

تفسير سورة يوسف (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا) اية 24

لكننا نجد قول يوسف مناجيا: “وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن” فالصبابة -أو الصبوة- تتعلق بالعشق والغرام ولا تقتضي بالضرورة الفحشاء. فهو رجل قبل أن يكون نبيا ولديه نوازع البشر التي لا تتجاوز الصبابة. فكيف نوفق بين ما كان بينه وبين امرأة العزيز من استبعاد تأويل الهم بالعشق. وما كان بينه وبين الأميرات الأخريات، اللاتي استضافتهن زليخا من الشعور بالرغبة.

أعتقد أن نظرة يوسف لزيخا تختلف عن نظرته للأميرات. فقد كانت له بمثابة الأم التي تربى في حجرها والرغبة تجاهها منعدمة، بخلاف الأخريات.

شاهد أيضاً: تفسير قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا}

تلخيص قصة يوسف وزليخا مختصرة

والأستغرب ممن يقول بأن ثمة تقديما وتأخيرا في جملة: وهم بها لولا أن رأى برهان ربه. وأصل الجملة: لولا أن رأى برهان ربه هم بها. فالهم لم يقع إطلاقا، وهذا التفسير لا يخلو من تعسف من عدة وجوه ومنها:

  1. لا يوجد في العرف اللغوي تقديم جواب لولا عليها إذا كان فعلا ماضيا.
  2. وجود توكيدين في كلمة (لقد) يوحي بوقوع الهم بشيء غير الفاحشة. إذاً كيف يؤكد الله بأن زليخا قد همت بالمعاشرة مجرد هم، بعد أن قالت له: هيت لك صراحة. بهذا التفسير تكون جملة: ولقد همت به حشوا .. إذن فالهمّ هنا بشيء آخر غير الفاحشة وهو الضرب أو البطش أو القتل.
  3. لو افترضنا جدلاً أن مجرد الهم بالمعاشرة يجعلنا نؤول التقديم والتأخير لرفع التهمة عن يوسف. فمجرد الهم وترك تنفيذه لا يكون إثماً، بل بالعكس ربما تكتب لصاحبه حسنة وهو ما يفسره حديث: من هم بسيئة ولم يفعلها كتبت له حسنة أو لم تكتب عليه السيئة .. فلا داعي إذن لرفع التهمة بهذا التقديم والتأخير المتعسف، والله أعلم بهذا التفسير.

وفي الختام نصل وإياكم إلى نهاية هذا السؤال الذي يقول: ما هو تفسير الآية ولقد همت به وهم بها. ونتمنى لكم مزيداً من التوفيق والنجاح لفهم التفسير الصحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى