أهم الفروق بين الإعلامي والأديب والكاتب والصحفي والمذيع
المحتويات
من هو الإعلامي وما هو الفرق بينه وبين: الأديب والكاتب والصحفي والمذيع
مقال توضيحي كتبه العلامة الدكتور رصين بن صالح الرصين للتفريق بين الإعلامي والصحفي والمذيع والكاتب والأديب.
بداهة فمصطلح (إعلامي) يشمل الإثنين : فكل صحفي إعلامي، وكل مذيع إعلامي.. ولكن لا عكس: فليس كل إعلامي صحفياً، وليس كل إعلامي مذيعاً.. والواقع أن هذه التعريفات، تختلف وتتطور بحسب تطور وسائل الإعلام.. لذلك فإن دخول وسائل التواصل – خاصة يويتوب – على الخط، قلب موازين التعريفات، وغيرها تماماً… وأصبح اليوتيوبر إعلامياً أيضاً .. ولا يمكن أن نصنفه إلا إعلامياً والسبب لأن أبسط تعريف للإعلامي هو: من يمارس الإعلام.. كما الطبيب هو من يمارس الطب، والمهندس هو من يمارس الهندسة، والمدرس هو من يمارس التدريس، والمحامي هو من يمارس المحاماة.. وهكذا..
من هو الإعلامي
لكي نحدد: من هو الإعلامي؟ نحتاج أن نعرّف الإعلام..
وأبسط تعريف للإعلام هو: الاتصال والتواصل مع الآخرين.. ولكن بشرط لا بد منه وهو:
أن تكون القضية (عامة) تهم المجتمع بأسره، وليست شخصية تهم صاحب البث فقط.. ومن هنا فلا يمكننا اعتبار كل يوتيوبر إعلامياً ..
ووفقاً لتطور (الصحافة المتخصصة) فلم يعد الحديث عن (السياسة) فقط هو الإعلام..
فقد تطور الإعلام اليوم، وأصبح يتناول كل شيء.. حتى الطبخ والأزياء.. وظهرت أنماط جديدة منه – لم تكن معروفة منذ عشر سنوات فقط مثلاً – مثل صحافة وإعلام (الأجهزة الذكية) فإن يوتيوبر مثل السعودي (فيصل السيف) يمكن اعتباره إعلامياً ؛ لأنه يقدم محتوى (عاماً ) وأما مثلا الكويتي (أبو فلة ) فلا يمكن اعتباره إعلامياً ، رغم أن مشتركي قناته يزيد على (سبعة عشر مليونا) والسبب لأن محتواه (شخصي) وقل مثل ذلك في أقوى يوتيوبر سعودي وهو (ناز) ليس إعلامياً ، ومثله الأمريكية – من أصل سوري – نور ستارز.. وحتى الطفلة الإماراتية (شفا) لا يمكن اعتبار قناتها (إعلامية) رغم أنها القناة العربية (الأولى) من حيث عدد المشتركين، الذي زاد على ثلاثين مليوناً.. والسبب مرة أخرى: لأنها تقدم محتوى شخصياً .. إذن المسألة ليست بالعدد، ولكنها بالمحتوى.. وعلى ذلك فإن القنوات –التي محتواها ألعاب–هي قنوات إعلامية والسبب لأن الألعاب–مثل الأجهزة الذكية – صحافة متخصصة، وجمهورها بعشرات الملايين..
- إذن الشرط الأول–في وصف الإعلامي–أن يكون محتواه (عاماً )
- والشرط الثاني : أن يكون (جاداً) ومن هنا لا يمكننا اعتبار القنوات – التي تقدم محتوى ترفيهياً أو هزلياً – إعلامية..
- والشرط الثالث: أن تكون اللغة (راقية) وكونها راقية، غير كونها فصيحة.. لا مانع أن تكون اللغة (عامية) ولكن لا يجوز أن تكون شعبية، فضلاً أن تكون (سوقية) ومن هنا لا يمكننا اعتبار أمثال مصطفى المومري مثلاً (إعلاميين) رغم أنه كثيراً ما يقدم محتوى (عاماً ) ولكن بأسلوب ترفيهي هزلي، وبلغة شعبية.. ولهذا فالتصنيف الصحيح لمثل هذه القنوات هو أنها قنوات (فنية) وأصحابها (فنانون شعبيون) ولكنهم ليسوا إعلاميين..
ومن ضمن الذين لا يمكن اعتبارهم (إعلاميين) صنفان:
1- أصحاب رؤوس الأموال: مالكو القنوات والإذاعات والجرائد والمواقع.. هؤلاء – الذين يطلق على أحدهم لقب (صاحب الامتياز) – ليسوا إعلاميين.. كما الذي يمتلك مستشفى ليس طبيباً.. والذي يمتلك صيدلية ليس صيدلانياً.. أما رئيس التحرير، ورئيس القطاع فهو إعلامي طبعاً..
2- الإداريون والفنيون وعمال الصيانة: فالعاملون – من هؤلاء – في جريدة أو إذاعة أو تلفزيون أو قناة يوتيوب.. ليسوا إعلاميين.. كما الذين يعملون في (كلية) ليسوا أكاديميين.. والذين يعملون في (مستشفى) ليسوا أطباء ولا ممرضين.. والذين يعملون في نيابة أو محكمة.. ليسوا رجال قانون..
وإذن فرجل الأعمال والإداري.. لا يصنفان (إعلاميين) حتى لو كانا خريجي إعلام.. ولا يوصف بأنه (إعلامي) إلا من يمارس الإعلام.. كما لا يوصف بأنه (طبيب) إلا من يمارس الطب.. وليست القضية بمجرد (الشهادة) حتى لو كانت (الدكتوراة) فإن خريج كلية الطب – إذا كان لا يمارس الطب، كما هو شأن بعض الأدباء والفنانين والديبلوماسيين والسياسيين ورجال الدين – فإنه لا يوصف بالطبيب.. وكذلك خريج الإعلام – الذي لا يمارس الإعلام – لا يوصف بأنه إعلامي.. وأما إذا مارسه لفترة – ثم انقطع – فعندئذ يوصف بأنه (الإعلامي السابق) شأنه شأن الموظف (المتقاعد) والشاعر الذي آخر قصيدة نشرها منذ سنوات، والممثل – أو المغني – الذي آخر عمل له منذ سنوات.. هذا يوصف بأنه (سابق).
من هو الصحفي
ونأتي الآن لتعريف الصحفي، وهو ببساطة:
الذي يمارس أحد (الفنون الصحفية) المعروفة: 1- الخبر 2- المقال 3- التقرير 4- الحديث 5- الاستطلاع 6- التحقيق 7- اللقاء 8- التعليق 9- التحليل.. وطبعاً كل مذيع صحفي..
الفرق بين الصحفي والكاتب والأديب
وأما الفرق بين الصحفي والكاتب والأديب.. فهو:
1- أن الصحفي – كما عرفناه سابقا – هو من يمارس أحد الفنون الصحفية.. ومنها المقال (الصحفي)
2- وأما الكاتب، فهو الذي يكتب المقالات – أو حتى المنشورات – الأدبية.. ولكن بشرط: أن تكون اللغة فصيحة.. أو حتى نصف فصيحة..
3- وأما الأديب، فهو طبعا الشاعر والقاص والروائي وكاتب المسرحية والسيناريست.. والذي يكتب المقالات – أو حتى المنشورات – الأدبية.. ولا يشترط هنا: أن تكون اللغة فصيحة..
ولكنه لا يوصف بأنه (إعلامي) إلا بنفس شروط (اليوتيوبر)
وإلا فهو أديب.. والأدب غير الإعلام..
الفرق بين الكاتب والأديب
والفرق الجوهري بين الكاتب والأديب هو:
1- أن الكاتب يقدم (معلومة) فهو إذن يقدم (فائدة) ولكن بأسلوب أدبي، غير صحفي..
2- وأما الأديب، فهو لا يهتم بتقديم (المعلومة) بقدر ما يهتم يزخرفة وتنميق (اللغة) فهو إذن يقدم (متعة محضة) ولهذا فالوصف الصحيح لأمثال: مروان الغفوري وخالد الرويشان وكمال البعداني وفكري قاسم.. أنهم (أدباء) وليسوا كتاباً لأن الذي يقرؤ لهم (يستمتع) فقط ولكنه قد يستفيد معلومات.. وقد لا يستفيد.. وأصلاً الكاتب الساخر مثلاً هو أديب.. وهذا غير ملزم بالصدق وذكر الحقيقة لأنه يقدم للقارئ (متعة محضة) فقط.. ولا يهتم بتقديم (معلومة فائدة).
من هو المذيع
والآن تعريف (المذيع) هو: الذي يمارس أحد الفنون الإذاعية – على الشاشة أو بالمايك في إذاعة – وإذن فالمذيع هو: 1- قارئ النشرة 2- مقدم البرنامج 3- المراسل 4- المعلق 5- المحلل..
الفرق بين المعلق الصحفي والمعلق الإذاعي
والفرق بين المعلق والمحلل (الصحفي) وبين المعلق والمحلل (الإذاعي) هو: أن الأول يكتب فقط.. والثاني يظهر على شاشة كعبدالباري عطوان مثلا..
الفرق بين المذيع والإعلامي
أما الفرق الجوهري بين المذيع والإعلامي فهو أمران:
1- اللغة: فإذا كانت (عامية) فلا يمكن أن يرقى هذا لمستوى (مذيع)
وإنما هو (إعلامي) مثل: عمرو أديب ولميس الحديدي وأحمد موسى ومعتز مطر ومحمد ناصر وعبدالله الشريف وجو شو.. كل هؤلاء إعلاميون.. ولا يرقون لمستوى (مذيعين)
2- والجدية: والبرامج الجادة هي: العلمية، الأدبية، السياسية، الدينية، الثقافية..
أما البرامج (الترفيهية) كالجماهيرية والمسابقاتية والرياضة والفن والأدب الشعبي والنقد الساخر والفولكلور.. فلا يرقى مقدموها لمستوى (مذيعين) ..
إذن فرقان جوهريان بين المذيع والإعلامي، والصحفي والإعلامي هما:
1- القدرة على التكلم بلغة فصيحة، والجدية: فمن كان عارفا بالنحو، متقنا لمخارج الأصوات، مجيدا للقراءة بأنواعها – وإذا كتب لا يخطئ في الإملاء – ويقدم نشرات، أو برامج (جادة) بلغة فصيحة.. فهذا هو المذيع..
وإلا فهو الإعلامي.. وهذا هو الفرق الجوهري بين مذيع كعبدالباري عطوان، وإعلامي كيوسف علاونة..
وقد يكون لدينا برنامج ذو قيمة (عالية) ولكن مقدمه يقدمه بلغة (نصف فصيحة)
فعندئذ ينزل بمستواه – ومستوى البرنامج – من كونه مذيعا، إلى مجرد (إعلامي) لكن بعض البرامج تفرض مستوى اللغة، التي يجب أن تقدم بها.. ويظهر هذا بوضوح في البرامج الفنية والرياضية.. هنا من الخطأ أن يتكلم (المذيع) بلغة فصيحة 100% ولا بد من شيء من البساطة والمرونة والسلاسة..
الخلاصة
1- كل كاتب أديب.. ولا عكس: فليس كل أديب كاتباً ..
2- وكل مذيع صحفي.. ولا عكس: فليس كل صحفي مذيعاً..
3- وكل يوتيوبر – يقدم محتوى عاماً وجاداً وبلغة راقية – فهو إعلامي.. ولا عكس..
4- وكل صحفي ومذيع.. فهو إعلامي.. ولا عكس:
فليس كل إعلامي صحفياً، وليس كل إعلامي مذيعاً..
والمذيع هو: من نعرف عنه:
1- أنه قادر على التكلم بلغة فصيحة 2- ويعرف النحو 3- ويعرف مخارج الأصوات 4- ويعرف الإملاء.. وبعد ذلك فلا يهم – بعد تقديم النشرات – إذا قدم برنامج (ما يطلبه المستمعون) فقد عرفنا من هو؟!
وأما الذي علاقته باللغة الفصيحة والنحو والإملاء ضعيفة – سواءً كان يكتب أو يتكلم – فمثل هذا حتى لو بلغ عدد متابعيه مئة مليون.. ودخله الشهري مئة ألف دولار..
فإنه سيبقى (إعلامياً ) فقط: أديباً أو يوتيوبر..
ولن يرقى أبداً : لدرجة ورتبة ومكانة ومنزلة (كاتب أو صحفي أو مذيع)!
القضية ليست بالعدد ولا بالأرقام! القضية ليست (كم) ولكنها (كيف)..