ماهو حكم أكل لحوم الضباع
ماهو حكم أكل لحم الضباع
كيف يكون لحم الضباع حلالا، وهي من أكلة اللحوم؟
والجواب:
أولا: هذه المسألة مما اختلفت فيها آراء فقهاء المذاهب:
1- فالأحناف قالوا (حرام).
2- والمالكية قالوا (مكروه).
3- والشافعية والحنابلة قالوا (حلال).
ثانيا: وطبعا الرأي الراجح هو رأي (الجمهور) لأن الأحناف، لم يقدموا دليلا (مقنعا) على التحريم.. فقد استدلوا بدليلين:
1- التحريم العام لكل ذب (ناب) من السباع.. وهذا استدلال خاطئ، خاصة أن الضبع ليس من السباع (العادية) كما سيأتي..
2- حديث: سئل رسول الله عن أكل لحم الضبُّع فقال: ومن يأكل الضبع؟ وفي لفظ: أو يأكل الضبع أحد؟
والحديث ضعيف.. وحتى لو صح، فليس فيه حجة؛ لأن كلام رسول الله – في مثل هذا – ليس تحريما.. ولكنه (ذوق شخصي) لا تشريع.. كما كان رسول الله يكره لحوم الأرانب والضب.. ولا شك أنه كان يكره أيضا لحم الوبر.. وهذا طبيعي لأنه مدني، وليس بدويا ابن صحراء..
ثالثا: إباحة لحم الضبع، من الأدلة (الواضحة القاطعة) على شيئين:
1- أن الدين ليس بالعقل.. وإنما هو بالنص؛ ذلك أن العقل يقول:
الضبع حيوان مفترس يأكل الجيف والجثث المتحللة.. وهذا صحيح.. ولكن لحمه مباح..
2- أن قاعدة: الحديث – الذي يعارض القرآن – مردود.. قاعدة (خاطئة)
لأن أحاديث إباحة لحم الضبع، مما يعارض قوله تعالى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}الأعراف157
ولا شك أن الضباع – عند بعض الناس – من الخبائث.. ولكن المسألة هنا (ذوقية) ولا علاقة لها بالدين..
فليس معنى أنني لا أستسيغ لحم الضباع، أنها محرمة على من يحبونها.. ويحبون أن يصطادوها..
بقيت معلومة أخيرة ذكرها بعض العلماء كابن قيم الجوزية وهي:
أن المحرم – من السباع – هو العاديات منها فقط، التي تقتل الإنسان..
والسباع نوعان: 1- عاديَة 2- وغير عادية..
ومعروف أن الضبع – الذي يسمى في بلادنا اليمن: العرج، السِّمع، الطاهش – هو من قسم السباع غير العادية؛ لأنه لا يعتدي على الإنسان: فإذا رأى الإنسان لاذ بالفرار.. بعكس السباع العادية: كالأسود والنمور والذئاب.. هذه طبعا تعتدي على الإنسان وتقتله وتأكل لحمه.. أما الضباع، فلا تقتل الإنسان.. ولا تأكل لحمه، إلا وهو ميت؛ ذلك أنها حيو*انات ( جبانة)
وبعض الصحابة كان يأكل لحم الضباع.. وقد روي هذا عن سعد بن أبي وقاص مثلا.. ولو كان حراما لأنكر عليه الصحابة..
أخيرا نختم بمقولتين:
1- قال عروة بن الزبير: ما زالت العرب تأكل الضَّبع، ولا ترى بأكلها بأسا..
2- وقال الشافعي: وما يباع لحم الضباع (بمكة) إلا بين الصفا والمروة..
والخلاصة: أن لحم الضباع حلال.. ولا دليل على التحريم.
د رصين بن صالح الرصين.