ماهو الفرق بين الموت والوفاة مع الأدلة القرآنية
ماهو الفرق بين الموت والوفاة مع الأدلة القرآنية
ماهو الفرق بين الموت والوفاة مع الأدلة القرآنية
من أكثر الأمور التي حدت فيها خلط بين الناس هو عدم التفرقة بين الوفاة والموت، حيث ظنوا لهما معنى واحد هو انتهاء الحياة
بينما في الواقع هناك اختلاف وسنوضح في موقعنا إكليل المعرفة الفرق بينهما كما يلي :
معنى الوفاة: هو انتهاء مدة الحياة على الأرض واستيفاء أيامها سواء ذلك بالموت أو بالرحيل إلى عالم أخر.
أما معنى الموت: فهو انتهاء الحياة حتماً وهو إنقطاع النفس، وإنفصال الروح عن الجسد.
الأدلة القرآنية
قال تعالى: {كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
ولذلك صعود النبي عيسى عليه السلام إلى السماء عبر عنه قرآنا وفاة:كما قال تعالى :{فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}.
ومن الخطأ أن نقول (توَفَّـى) فهو (مُتَوَفّي)، والصحيح أن نقول: (تُوُفّي) فهو (مُتَوَفّى).
يقول جل جلاله :{ الله يَتَوَفّى الأَنَفُسَ حينَ مَوتِهَا }.
إن مفهوم الوفاة أوسع من مفهوم الموت، لذا عبر القرآن عن النوم بالوفاة أيضاً.
فالله تعالى يأخذ الروح في فترة النوم لمدة معينة ثم يرسلها يقول تعالى:
{اللَّهُ يَتَوَفي الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.
الله يتوفانا جميعا حين ننام كل يوم، وقطعاً لا تعني بأنه يميتنا كل يوم،لكنه ـ مع ذلك ـ قد يقضي على بعض الأنفس التي توفاها بالموت فلا تستيقظ، ويمكن أن نستدل أكثر على ذلك الطرح من قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. ويعني بذلك الوفاة حال النوم، لأنه ذكر بعدها {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى}،
ثم بعد انتهاء ذلك الأجل إليه مرجعكم: {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ}…
نعم الله هو المميت، لكن ليست كل وفاة تكون موتا، فقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }.
فعبارة [أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ]، لا تعني الذي يميتكم. بل معناها يتولانا، كالذين يتولون تدوين أعمالنا، والذين يحرسوننا.
وقد ترد بمعنى الموت لقوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفي مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }.
أما قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}.
فلا تعني الموت بل تعني تولي الملائكة للمجرمين يوم القيامة حيث يسوقونهم إلى جهنم على وجوههم صماً وبكماً وعمياً، فالتوفي هنا يعني التولي،أي حين تتولى الملائكة أمر الذين كفروا فإنهم يضربون وجوههم وأدبارهم، إبان المحشر الخاص، فهناك محشر عام، وأيضا محشر خاص لكل من أهل الجنة وحدهم، وأهل النار بخصوصهم.
وهناك آيات جمعت بين الوفاة والموت والتولي قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }.
فيتوفاكم تعني يتولاكم بالموت،
ومما نجده عدم التفرقة بين الوفاة والموت والتولي أبدا، مثال على ذلك:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
ففي هذه الآية تبين المؤمنين الذين تقبض الملائكةُ أرواحَهم، وقلوبُهم طاهرة من الكفر، تقول الملائكة لهم: سلام عليكم, تحية خاصة لكم وسلامة من كل آفة، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره.
فخلطوا بين حالة قبض النفس وبين تولي الملائكة أهل الجنة في الآخرة ليقودونهم إلى الجنة،لذلك لا يصح التصور بأن كلمة وفاة أنها تعني الموت دائماً.