المحتويات
ماهو أهم ما يفتخر به العرب والأعراب؟ دائماً نسمع ألفاظ مذكورة على لسان الأعراب ( العقل العربي، الأعراب، البدو، البعران،….. ). وغيرها من المصطلحات التي تحمل طابع السخرية من العرب والعروبة، فارس تعتز بقوميتها، تركيا تعتز بقوميتها، اليهود والنصارى يعتزون بقوميتهم، وهؤلاء جميعا لم يعودوا ورثة السماء. ونحن ورثة السماء نسخر من قوميتنا وعروبتنا وهويتنا !! مفارقة عجيبة. وهنا نبين ماهو أهم ما يفتخر به العرب والأعراب؟
ما أهمية الهوية العربية والوحدة
انتشرت ألفاظ عديدة على لسان العرب، وتوسعت ظاهرة التنابز بالألقاب، لم تأت هذه المصطلحات من فراغ بل أنتجها وأخرجها أعداء هذه الأمة، (الفرس والروم واليهود والنصارى). ونحن بدورنا نردد كالببغاوات هذه المصطلحات، ومن نحن ؟ نحن العرب! نحن بني فلان، نحن من سلالة فلان،…. الخ.
القضية باختصار : اختار الله العرب ورثة لرسالة السماء، وليكونوا شهداء على الناس، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم وأنزل لهم كتابا بلسانهم، فيه فخرهم ومجدهم وذكرهم. فما كان من الروم والفرس، واليهود والنصارى إلا أن حسدونا على هذا المجد، أيُعقَل أن يكون البدو الأجلاف حكاما للعالم؟ أيعقل أن يكون الأميون رواد الحضارة والثقافة؟ لن نسمح للعرب أن يكونوا أمة مستقلة. لا بد من تمزيقهم، لن نسمح لهم ونحن الروم والفرس أصحاب الحضارة والثقافة، مزقوهم ذوبوا كيانهم، أعيدوهم إلى ما كانوا عليه غساسنة ومناذرة. تابعين أذلة، اغزوهم بالإعلام إلى عقر دارهم، عذبوا من دعا إلى قومية. لا تسمحوا أن يأخذوا نفَسا واحدا،… الخ. هذا هو الهاجس الذي يدور في خلدهم منذ فجر الإسلام.
ما حكم الدعوة للقومية هل جاهلية ام عنصرية
الدعوة للقومية ليست جاهلية ولا عنصرية ولا غاية، بل وسيلة لغاية أعظم، الغاية إنقاذ البشرية كل البشرية من الطاغوت، لقد حملنا الله الأمانة فلماذا لا نحملها؟.
تأملوا في هذه الآيات يقول تعالى : “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس”. وقوله : “لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه (ذكركم) أفلا تعقلون” كما قال عز وجل : “وإنه لذكر لك (ولقومك) وسوف تُسألون”.
اقرأ عن : من ثمار القومية العربية في القرن العشرين
دعاة القومية العربية ومنظروها لم يكملوا الشوط، لأنهم عزلوا العروبة عن الإسلام، ولا يمكن فصل الروح عن الجسد، العروبة جسد روحها الإسلام، فلا إسلام بلا عروبة ولا عروبة بلا إسلام. لكنهم بدؤوا من حيث الوجع الفارسي والرومي، ففعل الفرس والروم بنا ما فعلوا، ونصبوا علينا حكاما كالدواجن. علينا أن نكمل الشوط، ولكن وفق هذه الرؤية وهذه الثنائية (الإسلام والعروبة)، أو بعبارة أخرى (الروح والجسد) ، “وسوف تُسألون”.
ما واجب الكبار نحو العرب والعروبة
صح الواقع العربي منيل بستين نيلة، جهل تخلف تشرذم صناعة أصنام بشرية، استلاب ثقافي وسياسي، انبطاح رحماء على الكفار أشداء بينهم، وهلم جرا. ولكن : من الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟ من الذي غير مناهجنا وطمس هويتنا، من الذي ألب الشعوب العربية ضد أي زعيم يدعو إلى وحدة العرب أرضا وإنسانا؟. ومن الذي أدخل إلينا الأفكار المتطرفة المستوردة من سنة وشيعة؟. هناك مؤامرة على العرب من كيانات دولية، تريد انتزاع سيادة السماء التي أورثها الله للعرب، ليكونوا شهداء على الناس. حري بالكبار والمثقفين أن يلملموا شتات الأمة، ويمجدوا العروبة، ويحببوها للشعوب، بدلا من تنفيرهم منها. والارتماء في أحضان الحضارات الأخرى. فلدينا من الحضارة والتاريخ – في ظل الإسلام الحنيف – ما نفخر به، إن هي إلا نكسة تليها – بإذن الله – نهضة. وحدوا صفوفكم ولا تلمزوا أنفسكم يا عرب.
ما الذي يميز العرب والأعراب
علينا أن نفخر بعروبتنا وهويتنا في ظل الإسلام الحنيف، لا تخلطوا الأوراق فهناك فرق بين العرب والأعراب. العرب لهم هوية تجمعهم، ولسان مشترك يوحدهم، ودستور يحكمهم، وقانون ينظم شؤونهم، ومرجعية يرجعون إليها. أما الأعراب فهم أهل البوادي، ولكل بادية عرف ولهجة ولا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم، وكل بادية تنظر إلى مصلحتها الخاصة، على حساب الأخرى. دعوتي للشعوب أن ينمّوا فيهم الحس القومي، ويغذّوا الدم العربي في شرايينهم، وينشروا الوعي بأهمبة العروبة. ويسعوا إلى توحيد الصف العربي ولا يكونوا أعرابا ممزقين، الإسلام هو المتن، وهو الغاية ولكن من بوابة الوحدة العربية.
أقوى ما يفتخر به العرب
نحن العرب الذين ينبغي أن نفخر به بعروبتنا، وهويتنا بوصفنا ورثة الكتاب، والحكم والنبوة وأننا خير أمة، ماذا نصنع؟.
أصبحنا كالطباين، كل طبينة تفتخر ببعلها، أصبحنا أعرابا بعد أن كنا عربا، أنا أتفهم شعوركم عندما تعترضون على مشروع القومية والوحدة العربية. بعضكم بحسن نية يعتبر المسألة عنصرية منبوذة، ولكنه في الوقت ذاته، يتشيع لفارس والترك بدعوى عالمية الإسلام. أحب أن أقول لهؤلاء الطيبين السذّج ما قاله الله : ” ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا “. وعلينا أن نعمل على لم الصف، وجمع الكلمة وتوحيد الراية، ولننشر في الشعوب الأجنبية ثقافة الإسلام بلسان عربي. لكننا العرب انشغلنا بالفتن، ونحارب بعضنا باللسان العربي بين شعوبنا، وسعينا إلى الاستيلاء على هذا المكان الاستراتيجي من المحيط إلى الخليج. بعد طمس هويتنا وتباعنا لغيرنا، والانتماء إلى حضارات الغير.
ماهو أهم ما يفتخر به العرب والأعراب؟
الترك والفرس يفخرون بقوميتهم، وكثيرا ما نجد في مسلسلاتهم مفردات مثل : التركي لا يستسلم، الأوغوز، فارس وغيرها. وهي قوميات اندثرت وانقرضت، ومع ذلك يمجدونها، ويريدون أن يركبوا موجة الإسلام، لتعزيز قوميتهم ليركبوا بعد ذلك العرب والعروبة.
دعوتنا لوحدة الصف العربي، في ظل الإسلام الحنيف، هي دعوة الحق لإقامة الحق والعدل في أرجاء العالم. أو على الأقل للحفاظ على أوطاننا والدفاع عن حقوقنا المشروعة.