مامعنى كلمة الشهيد في القرآن الكريم

معنى كلمة الشهيد في القرآن الكريم

الرأي السائد هو :

الشهيد هو من قتل ( في سبيل الله ) وأن الله سيغفر له كل خطاياه ويهبه قصراً من الذهب في الجنة فيها 40 أو سبعين أو سبعين ألف حورية تفنن الشيوخ بوصف جمالهن الأنثوي بشكل مبهر…لنأخذ بهذه المسلّمة من الرأي السائد بين الناس..

حسناً … ما هي الشهادة من القرآن ؟

ورد الفعل الثلاثي (شهد) بكل اشتقاقاته في القرآن المبين 160 مرة وكلها تدل على المشاهدة العيانية للشيئ كشاهد على عقد أو عمل ولم ترد أبدا بمعنى المقتول في سبيل الله.

أما صيغة شهيد فقد وردت في القرآن الحكيم خمسا وثلاثين 35 مرة بصيغة المفرد وثماني عشرة مرة 18 بحالة الجمع وهي تعني ( شاهد ) ولا تعني أبدا المقتول في سبيل الله.

كتاب الله وصف كل المؤمنين بدون استثناء بالشهداء بمعنى أنهم سوف يشهدون أمام الله حول موضوع معين يقول الله تعالى في سورة الحديد :

( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ).

أما المصطلح القرآني الذي يدل على الشهيد فهو ( المقتول في سبيل الله ).

يقول الله تعالى :

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.. يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ).

لاحظوا دقة التعبير القرآني الذي قال :

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ولم ( يقل الذين استشهدوا ) لاحظوا أيضاً أنه قال : ( قُتِلُوا ) أي بصيغة المبني للمجهول ولم يقل الذين قتلوا أنفسهم أو انتحروا في سبيل الله لأن الله تعالى نهى عن قتل النفس والانتحار بشكل واضح لا لبس فيه مهما كانت الأسباب والظروف.

يقول الله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا… وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ).

إذا الله تعالى منع المؤمنين من قتل أنفسهم. أما من قتل نفسه واستخدم ذلك كوسيلة للعدوان على الآخرين المسالمين فسوف يصليه الله نارا.

لا أظن أن الآية بحاجة لأي شرح أو تفصيل يقول الله عز وجل :

( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ).

أما جزاء المقتول في سبيل الله تعالى ..

يقول الله تعالى :

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ… فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ… يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَالْمُؤْمِنِينَ ).

الله سبحانه حدد مكافأة الذين قتلوا في سبيله وهي : ( أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )

لاحوريات وغلمان ولا قصور من ذهب ولا أنهار من خمر ولا شفاعة لأربعين من أفراد أسرته و غيرها …

قال تعالى :

( أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ). ومثل هذه المكافأة تنتظر كل من أتبع رسوله فى زمنه حق الأتباع غير مبدل ولا محرف أيضا دون ان يضطروا للقتال والقتل والموت. يقول الله تعالى في سورة المائدة :

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ).

وبهذا تعرفنا على أن الشهيد هو من شاهد الشيئ بعينه وليس المقتول كما يشاع بين عامة الناس.