المحتويات
قراءة جديدة في تفسير سورة الأنفال، بعد أن ذكر الله ما حدث في بدر وتأييد الملائكة. بدأ الحديث عن المنافقين الذين ارتدوا على أدبارهم قبل المعركة ليخذلوا المؤمنين.
لقد اختصرت السورة معركة بدر في أقل من صفحتين، ثم بدأ مشهد المنافقين الذي استغرق أكثر من نصف السورة. ثم ختمها بأسرى بدر والولاية.
قراءة جديدة في تفسير سورة الأنفال
فحين يقول الله: “إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم. وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين”. فالخطاب هنا للمنافقين الذين يطلبون فتحا وفرقانا، وليس لمشركي قريش ولا للمؤمنين كما ذكرت التفاسير.
وعندما يقول الله : “ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس.. “، “وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس… ..” الحديث هنا عن المنافقين لا عن مشركي قريش، فالمنافقون خرجوا من ديارهم بطرا ورياء للمشاركة في المعركة مع الرسول. والشيطان يزين لهم الخروج ليخذلهم ساعة المواجهة ويرتدوا على أدباهم فيسببوا خللا وخذلانا في الصف المسلم.
عمل الشيطان في غزوة بد
الشيطان يخوف اولياءه المنافقين ويقول إني أرى ما لا ترون من جحافل قريش إني بريء منكم يعني. تحملوا مسؤولية ونتيجة خروجكم، وهكذا ليرتدوا على أدباهم فيضعفوا من معنويات الصف المسلم. وليس كما تذكر التفاسير أن الحديث هنا عن مشركي قريش بأن الشيطان زين لهم وورطهم ثم تخلى عنهم.
هل قاتل ابليس (الشيطان) في غزوة بدر؟
إن بعد هذا المشهد : “إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم” تحريض لمن خرجوا مع الرسول بأن يتراجعوا. وهذه هي خطة الشيطان واليهود (شياطينهم) : اخرجوا معهم ثم اخذلوهم. وهو ما توضحه آيات أخرى في سورة محمد. “إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم. ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم. فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم” هذا المشهد يوازي المشهد في سورة الأنفال الذي اختتم بالآية. “ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ” فالمنافقون كفروا بعد إيمانهم والحديث عنهم.
شاهد أيضاً: من هم أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم
حل سؤال قراءة جديدة في تفسير سورة الأنفال؟
استغرق الحديث عن المنافقين شوطا كبيرا في السورة بوصفهم ارتدوا على أدبارهم ساعة المعركة. وهي خيانة عظمى، ليأتي الأمر بقوله تعالى : “قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف”. والحديث عن المنافقين الذين كفروا بعد إيمانهم، وأمامهم فرصة للإيمان بانتهائهم عن الإرجاف والتخذيل. ثم جاء الأمر بقتالهم – وليس بقتلهم – اتقاء الفتنة، واختتمت السورة بالولاية وحقيقتها.
هذه مجرد خواطر تأتي في ذهن كل شخص وهو يقرأ سورة الأنفال، وهي خواطر تغاير كل ما قاله المفسرون في هذا الأمر. لقد احتاروا في تفسير بعض الآيات: “إن تستفتحوا ..” هل الخطاب للمؤمنين أم للكافرين؟ “إني بريء منكم.. إني أخاف” وهل الشيطان بالفعل يخاف الله؟ وكيف يثبط مشركي قريش بهذا القول وهو يريد نصرهم؟
الفرق بين المنافقين والكافرين
وكذا في آية : “قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف…” كيف يغفر الله للكافرين الذين لم يؤمنوا بمجرد انتهائهم عن سلوك ما؟
الحديث في الآيتين عن المنافقين والذين في قلوبهم مرض، وثمة فرق بين الصنفين: المنافقون هم الذين عُرفوا بالنفاق ومردوا عليه كابن أبي وغيره.
والذين في قلوبهم مرض، هم الذين فيهم شعبة أو أكثر من شعب النفاق، ويعيشون في صفوف المؤمنين، وقد يغفر الله لهم. ولا يعرفهم الرسول : ولو نشاء لأريناكهم” الحديث عن الذين في قلوبهم مرض وفي طريقهم لاستحقاق وصف “منافقين”. ولعل هذا هو السر في التفريق في جزاء الصنفين: “ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم” وأيضاً: “إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة”.
إلى هنا وصلنا وإياكم زوارنا الكرام، زوار موقع إكليل المعرفة إلى نهاية المقال عن قراءة جديدة في تفسير سورة الأنفال.