ثقافة

في نظرية الفن ( الغناء) مسألة ذاتية لا موضوعية

في نظرية الفن ( الغناء) مسألة ذاتية لا موضوعية، أيهما أهم الفنان أم الشاعر ام اللحن؟

المحتويات

في نظرية الفن ( الغناء) مسألة ذاتية لا موضوعية، الفن مسألة ذاتية لا موضوعية، ونقده ذاتي لا موضوعي، ولا يجوز تشريحه في المعمل وتقسيمه إلى أجزاء. وأنا أعني ما أقول بمفردة ( لا يجوز)، لأن الفن روح، وتشريحه في معمل هو إزهاق وقتل لهذه الروح.

في نظرية الفن ( الغناء) مسألة ذاتية لا موضوعية

يمكنني القبول برأي الأغلبية أو أهل الخبرة في أي شيء إلا في الفن، آخذ الرأي والمشورة من الأغلبية في شراء سيارة، في جودة بضاعة، كذلك في انتخاب مرشح، وفي أي شيء، إلا في الفن فلا. وحديثي عن الفن يقتصر في هذا السياق على (الغناء).

ماذا يعني إعجابي بفنان أو فنانة

يعجبني الغناء البدائي البسبط، وأنفر من الغناء المتحضر المتكلف الذي يسمونه (العميق)! تعجبني أم كلثوم في بداياتها وهي تغني في الريف، وأنفر من غنائها (العميق) صوتا وأداء. أطرب كثيرا للثلاثي الكوكباني سيما (الهجر يومين)، ذلك اللحن البسيط والصوت الرخيم والأداء السلس. ولا أطرب لأغاني كاظم لا صوتا ولا أداء، وإن كان اللحن جميلا.

ما الذي جعل من كاظم قيصرا للغناء؟

يتسأل الكثير ما الذي جعل من كاظم قيصرا للغناء؟، طيب، على فكرة : الألقاب لا تعني لي شيئا في عالم الفن وهي بلغة الفقه ( بدعة)، ما الذي جعل من كاظم أسطورة في الغناء، وحشد له كل هذه الشعبية؟. هل قوة الكلمات وفصاحتها؟ هل هي أخلاقه العالية وشخصيته المتزنة، والكاريزما التي يتمتع بها؟. أم ألحانه المبتكرة؟، كل ما ذكر صحيح! فالرجل يغني بأشعار نزار الفصيحة الجميلة. ويبتكر ألحانا جميلة، وبالفعل هو صاحب خلق رفيع، وشخصية متزنة وكاريزما جذابة. وكم يعجبني عندما يتعاطف مع أبو يمن في المسابقات، عندما لا يتعاطف مع أبو يمن أحد في الوقت نفسه.

ما علاقة قوة الكلمات والشخصية بالفن!

السؤال الذي يدور بذهني، هو ما علاقة قوة الكلمات والشخصية بالفن؟. الفن – بالنسبة لي – شيء آخر، وليس بالضرورة أن (يعني)، بل أن (يكون). وكلمات الأغنية لا تشكل فارقا عندي، أكانت قوية أو ضعيفة، وكل الأغاني التي جذبتني لم أفكر في معاني كلماتها. حتى اللحظة، ولا أظنني سأفكر فيها مستقبلا!

كل ما أود قوله : لا تخضع عزيزي للضجيج الإعلامي، والترويج لفنان ما ولا لرأي الأغلبية، ولا لأصحاب الخبرة (العميقين). أنصحك بأن تخليك واضح مع نفسك، ومع ذوقك ومع فطرتك، وشوف الذي يخارجك والذي تطرب له. أستأنس بجمال الصوت، وروعة اللحن، ولكن تعمق في قوة الألفاظ ومعانيها، انظر من الشاعر الذي وراء هذا الفنان. فالزخم الذي نراه تجاه فنان، ما هو إلا حصيلة الترويج بنسبة 90%، ولا وجود لقناعات (ذاتية)، وذائقة حقيقية إلا عند النادر، والنادر لا حكم له.

أيهما أهم الفنان أم الشاعر ام اللحن؟

تطربني أغاني محمد عبده رغم رداءة أخلاقه، ولا أطرب كثيرا لأغاني أبو بكر رغم إعجابي بشخصيته!.

لا أرتاح كثيرا للحن الصنعاني، لا السنيدار ولا الحارثي ولا حتى الآنسي، باستثناء الثلاثي الكوكباني. لا أدري ما مصدر الجاذبية في أغانيهم، وليس بالضرورة أن أدري.

أنا هنا أمام فنان لا أمام شاعر! وقوة الكلمات محسوبة للشاعر لا للفنان. الفن شيء فوق الكلمات، فوق المعنى، وليس بالضرورة أن (يعني). بل أن (يكون)، وكينونته لا تخضع للمعمل النقدي، والتشريح الجنائي، بل تدرك وتُحس وتُستلهم بالروح.

تعرف على : أكبر قاعدة موسيقية جماهيرية في العالم

أخيراً المسألة مسألة أذواق، والأذواق تختلف، ونظرية الفن تتسع للمزيد من الآراء، وكل روح تستصيغ مما يعجبها، وخير ما يغذي الروح ويعجبها كلام الله، وهو خير كلام أنزل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى