على ماذا يعود الضمير في (منه) ” تكاد السموات يتفطرن منه”
على ماذا يعود الضمير في (منه) " تكاد السموات يتفطرن منه"
المحتويات
على ماذا يعود الضمير في (منه) ” تكاد السموات يتفطرن منه”، قال الله تعالى : ” وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السموات يتفطرن (منه) وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا” صدق الله العظيم.
السؤال : على ماذا يعود الضمير في (منه) من جملة : يتفطرن منه.
ان الشائع لدينا أنه يعود على قولهم : اتخذ الرحمن ولدا.
ولكن : هل يعقل أن تتفطر السموات وتنشق الأرض وتخر الجبال من قولة كهذه؟
وإذا كان ذلك كذلك فما معنى قوله تعالى : “لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء”.
وأيضاً في قوله تعالي : “قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين”.
ألا توحي هاتان الآيتان بأن ذلك القول – وهو قول منكر طبعا – لا يستوجب تلك الكوارث الكونية وكأنه قول ليس أكثر من سفه وشطط ؟
على ماذا يعود الضمير في (منه) ” تكاد السموات يتفطرن منه”
يرى بعض الدكاترة بعد قولهم – والله أعلم- أن الضمير في (منه) يعود إلى الله (الرحمن) لا إلى القول ، فالله بعظمته وجلاله تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، ولا يحتاج إلى ولد ينفعه وهذه عظمته.
يؤيد هذا قوله تعالى في سورة الشورى : “له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم . تكاد السموات يتفطرن من فوقهن … ” لا شك أن هذا الحدث الكوني المقرون بفعل المقاربة (تكاد).
وأوضح البعض انه يعود سببه إلى عظمة الله العزيز الحكيم ، ويمكن أن يقال هذا المعنى كذلك في الآيات الواردة في سورة مريم والله تعالى أعلم في قوله : “وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا”.
معنى “وإن منكم إلا واردها” من هم واردوها
هذه الآية التي طالما خوفت وحيرت المسلمين وبأن جميع البشر سيردون جهنم ثم ينجي الله بعد الورود المتقين.
هذه الآية تحتاج لإعادة قراءة ، وهذا بيانه : “وإن منكم إلا واردها” يعني وإن من الجن والإنس إلا واردها يعني داخلها .. (منكم) من هنا للتبعيض ، يعني بعض الجن وبعض الإنس ، يعني الذين كفروا من الثقلين ، أو للجنس: يعني من جنس الإنس والجن، نظيره قوله : ” لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين” ، ومن ثم فالمتقون مبعدون عنها لا يسمعون حسيسها ولا يردونها.
أقرأ أيضا : تفسير قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا}
يقول عز وجل : “وان منكم الا واردها” لو رجعنا بضع آيات عن هذه الاية لوجدنا في قوله : “فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا” فتأمل.
ولمزيد معرفة : ثمة ثلاث آيات في هذا الموضوع:
“ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين”.
“وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين”.
“وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا”.
من خلال المقاربة النصية بين الآيات نجد ثلاث عبارات بمعنى واحد هي :
حق القول ، كلمة ربك ، حتما مقضيا.
ونجد أيضا أن الحديث عن الجن والإنس ، حتى آية : “وإن منكم إلا واردها” خطاب للجن والإنس كما بينا سلفا.