دلالة السياق في النص القرآني وأنواعه
دلالة السياق في النص القرآني وأنواع السياق في القرآن الكريم
المحتويات
دلالة السياق في النص القرآني وأنواعه، تكتسب المفردة القرآنية دلالة مقيدة من السياق الذي وردت فيه، دون أن تخرج عن دلالتها المعجمية.
دلالة السياق في النص القرآني وأنواعه
دلالة السياق في القرآن الكريم تختلف من آيه إلى آية اخرى، وهناك أنواع السياق في القرآن الكريم، فمثلا يقول تعالى عن قوم سبأ : “ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور”. فهل يقصد بالكفر هنا المعنى الاصطلاحي الشرعي المعروف الذي هو عكس الإيمان؟ بالطبع لا. وكيف ذلك وهم يدعون ربهم : “ربنا باعد بين أسفارنا”.
إن معنى الكفر هنا جحود النعمة التي كانوا ينعمون بها في جنتين عن يمين وشمال، والكفر هنا عكس الشكر. وهو شبيه بالآية : “لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”، وإذا كانت دلالة الكفر هنا واضحة، من خلال المقارنة بين دالتين لفظيتين (الشكر والكفر).
أنواع السياق في القرآن الكريم
كذلك فإنها في مواضع أخرى يستمد معناها من السياق دون دالة لفظية كقوله تعالى : ” الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا”. فالكافرون هنا هم عكس الشاكرين، لأنهم لم يشكروا الله بالإنفاق، بل كفروا نعمة الله وحجبوها، وكتموها عن الناس.
كما نأتي الآن إلى مفردة (مؤمن) في الآية: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا “. هل يقصد بها المعنى الشرعي الاصطلاحي، ام دلالة خاصة ذكرها المفسرون؟وكلمة (شهيد) اكتسبت دلالاتها المختلفة من سياقاتها المختلفة.
مفهوم السياق القرآني وأثره في التفسير
ونبين أيضا كلمة (الصالحين)، هذه المفردة دفعتني لكتابة المقال، ففي قوله تعالى : ” فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”. فهل يمكن أن يكون معناها مقيدا لا مطلقا، إذ لو أخذناها بدلالتها المطلقة، لكانت تحصيل حاصل لأن الأصناف السابقة بالضرورة صالحون، ولا تحتاج إلى ذكر خاص بعد واو المغايرة.
فهل يكون معناها مقيدا بأقارب، وذريات الأصناف السابقة الذين أشار إليهم القرآن في غير موضع : “جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم”. فهؤلاء سيكونون رفقاء للأصناف السابقة في الجنة، فالحديث عن رفقة لا عن مصير.
اقرأ عن : العلاقة بين القلب والفؤاد في القرآن الكريم
وقوله تعالى : ” والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم “. المقصود الرفقة لا المصير، لأنهم مؤمنون أساسا ومصيرهم معروف، وكل امرئ بما كسب رهين. توضح الآية بعدها : “ويطوف عليهم غلمان لهم”. من ذريتهم، الحديث هنا عن رفقة لا عن مصير كما أرى ولا أجزم.
كذلك تكتسب مفردة الصلاح ومشتقاتها دلالات أخرى في سياقات أخرى كقوله تعالى في زوج زكريا : “وأصلحنا له زوجه” أي للإنجاب. ومثلها : “لئن آتيتنا صالحا” أي للحياة بعد أن كانوا يموتون صغارا أو إجهاضا.
نختم حديثتا بقوله تعالى : “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”. فهل معنى (الصالحون) هنا هم الصالحون لعمارة الأرض، حتى يستحقوا وراثتها.
وهم المنتجون المخترعون وذوو الحرف المختلفة، لا القاعدون والكسالى والخاملون، وإن كانوا مؤمنين عابدين. هم أمريكا والصين واليابان الذين يبنون لا العرب الذين يهدمون قال تعالى : “إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين”. فالأحرى بالعابدين أن يكونوا بانين، سباقين في عمارة الأرض، ليستحقوا وراثتها. أما وراثة الفردوس فهي للمؤمنين، وإن كانوا زاهدين في هذه الدنيا.
ختاماً هذا الموضوع مجرد تساؤل على كل حال، لذا فإن الموضوع كبير وعريض، ويحتاج إلى بحث وسيحل كثيرا من المشكلات ويضع النقاط على الحروف، والله المستعان.