جريمة الناسخ والمنسوخ وأثرها على الإسلام
جريمة الناسخ والمنسوخ وأثرها على الإسلام
نعم صدق أو لا تصدق فهناك آيات قرآنية حسب الفقه الشيعي والسني ملغية ولا فائدة منها ووجودها وعدمها واحد ،حكم الناسخ والمنسوخ أكبر جريمة ارتكبت بحق القرآن الكريم وهو دليل منهم أنه كاتب القرآن بشر ودلالة على أن الله أنزل آية ومن ثم بعد يومين يغير رأيه ويلغيها بآية أخرى أو حديث وهذه هي الصدمة الأكبر حيث حديث ينسخ آية قرآنية وهذا ما هو إلا تلاعب بالقرآن لمحو أحكام كثيرة لا تفيدهم …ففي هذا المقال سنقوم بتوضيح الأحكام المخالفة لكتاب الله القطعي ثبوته والعمل بالأحاديث الظنية الثبوت…
قال تعالى : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
هذه الآية التي استدلوا بها لالغاء آيات قرآنية وقسموا النسخ إلى عدة أنواع:
النوع الأول :
آية قرآنية تنسخ آية قرآنية أخرى وتبقى بالقرآن بدون أي فائدة كمثل آية السيف كما يسمونها نسخت كل آيات الرحمة والمودة والسلام..
قال تعالى : ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ).
حسب قولهم هذه الآية نسخت أكثر من 300 آية وسنضع بعضها… الآية 139 (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) منسوخة بآية السيف.
الآية 190 (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا) منسوخة بآية السيف
الآية 191 (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام) منسوخة بآية السيف
الآية 192 (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم) منسوخة بآية السيف
الآية 256 (لا إكراه في الدين) منسوخ بآية السيف
الآية 99 (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) نُسخت بآية السيف.
الآية 40 (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) منسوخة بآية السيف.
الآية 125 (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) نُسخت بآية السيف.
الآية 15 (فاعبدوا ما شئتم من دونه) منسوخة بآية السيف.
هذه بعض الآيات التي لا فائدة منها في القرآن الكريم بسبب نسخ آية السيف لها ولاحظوا كيف كلها عن السلام والرحمة، يعني أصبحت سطور للقراءة فقط.. ويعني من حق النبي محمد والمسلمين قتل وذبح المشركين واهل الكتاب …
النوع الثاني:
نسخ آية قرآنية وتم إزالتها تماما من القرآن لكن بقي حكمها…
قال الشيوخ هذه آية أزالها الله من القرآن ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ).
حسب قولهم هذه الآية أزيلت من القرآن لكن بقي حكمها أي الرجم.
ملاحظة هامة:
آية الشيخ والشيخة من شياطين الإنس ومكذوبة على الله لكنها تبرير للرجم المنسوب للإسلام.
النوع الثالث :
حديث ينسخ آية قرآنية.. قال الرسول ( إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث ) قال الترمذي حديث حسن صحيح.
هذا الحديث المكذوب على لسان رسولنا نسخ آية قرآنية وهي الوصية..
قال تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ )
هذه الآية أصبحت بلا فائدة بسبب حديث مشكوك به ومنعوا الناس من الوصية…
الآن نستنج أن تفسير كلمة نسخ بهذه الطريقة القذرة له أهداف التلاعب بالقرآن كما وضحنا…
أول نوع آيات لا فائدة منها.
ثاني نوع نسب آيات للقرآن على أساس أنها كانت بالقرآن وتمت إزالتها وبقي الحكم بها.
والنوع الثالث ضرب القرآن بالأحاديث المكذوبة والمنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ).
خزي وعار على من يؤمن ببعض الآيات ويكفر ببعض الآيات ويلغيها ويحذفها باسم النسخ.
الآن سنوضح كلمة النسخ من المعاجم العربية
نسَخَ: (فعل)
نسَخَ يَنسَخ ، نَسْخًا ، فهو ناسخ ، والمفعول مَنْسوخ
نسَخ الكتابَ: نقله وكتَبه حرفًا بحرف.
نسخ فلان الشعر: أخذ اللفظ والمعنى من غيره.
نَسَخَ الوَثِيقَةَ : صَوَّرَهَا.
نَسَخَ الشيءَ : أَزَالَهُ.
للنسخ معنيان وهو النسخ “كوبي بيست”copie/ past والنسخ أي الإزالة.
فقوله تعالى : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
النسخ بهذه الآية هو الإزالة.
والنسخ هنا بين الشرائع فشريعة عيسى حللت بعض أحكام ومحرمات شريعة موسى.
إذاً هناك محرمات وردت في شريعة موسى ثم جاء عيسى المسيح وحلّلها بدلالة قوله تعالى : {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} فشريعة عيسى أزالت محرمات من التوراة فحل البعض منها.
فالنسخ هنا يعتبر بين الشرائع وليس بين آيات القرآن.
والدليل على ذلك.. علينا أن نراجع سياق الآيات وما قبلها وما بعدها حتى نفهم لمن الناسخ..
قال تعالى : ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
إذا رجعنا إلى الآية التي أتت قبلها (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
الآية توضح لنا أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين لا يريدون لنا خيراً ولا يريدون لنا رحمة لأن الرسالة المحمدية جاءت لنا بالرحمة في الدنيا قبل الآخرة مصداقا لقوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
فما هي الرحمة التي لا يريدها لنا الذين كفروا من أهل الكتاب ؟
كتاب موسى عليه السلام يحوي 613 بنداً تشريعياً مليئاً بالأصر والأغلال حيث بلغت حالات عقوبة الإعدام إلى 18 عقوبة إعدام إضافة إلى هذا كان الله يعاقبهم بمزيد من المحرمات حيث كانت جزاء لهم ببغيهم والدليل قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ).
الخير والرحمة التي لا يريدها أهل الكتاب هو التخفيف من العقوباب وتغيير بعض الأحكام كما أثبتنا فشريعة عيسى أزالت الكثير من العقوبات والمحرمات.. فشريعة محمد ستزيل أكثر مما أزال عيسى وتتطور وتصل إلى قوانين تناسب كل زمن ومكان .
الرسالة المحمدية قلصت عقوبات الإعدام من ثمانية عشر إلى واحدة فقط كحد أقصى في حالة قتل النفس بغير حق.. وملاحظة الرجم وقتل المرتد وغيرها ليست من رسالة محمد إنما دخيلة على شريعته وعقوبة القتل موجودة فقط بمن يقتل بغير حق ..
قال تعالى : (الٓم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
يقول ذلك الكتاب وهي إشارة للبعيد ( أما في القرآن الذي نزل فقط على محمد ” هذا ” إشارة للقريب ) والإشارة للبعيد تعني أن الكتاب بدأ منذ موسى كمنظومة تشريعية كاملة خضعت للنسخ بدءا بعيسى إلى محمد صلوات الله عليهم هذه المنظومة التشريعية خضعت للنسخ بين الرسالات الثلاث فبينما جاء عيسى ليحل لهم بعض الذي حرم عليهم جاءت الرسالة المحمدية لتنسخ كثيراً من الأحكام :
خير منها : أي إلغاء جميع عقوبات الإعدام وإبقاء واحدة فقط كحد أقصى في حالة قتل النفس بغير حق
– مثلها : إبقاء الأمر كما هو عليه لمجموعة أخرى من الأحكام .
– ننسها : نؤخرها إلى الرسالة الخاتمة وهي أحكام المواريث التي لم تأت لرسول قبل محمد بل جاءت فقط له.
وضحنا آية النسخ وأصبحت واضحة للجميع فكل الأدلة تثبت أن النسخ بين الشرائع الثلاث.
سنوضح ثاني آية يستدل بها على النسخ بين القرآن الكريم من خلال الأدلةالقرآنية.
قال تعالى : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ).
هذه الآية لها شرحان قد يكون أحدهما صحيحاً وهي أن تبديل آية بين آيات القرآن والتوراة والإنجيل اي نسخ مثلما شرحنا أو انها تعني تبديل معجزة بدل معجزة فمثلاً كالليل والنهار ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا ).
فتبدل الليل والنهار هو آية متغيرة ومتبدلة يعني تغير الآيات الكونية المعجزة
فكلمة آية بالقرآن تاتي بمعنيين هو المعجزة والآية القرآنية.
سنوضح ثالث آية يستدل بها على النسخ في القرآن الكريم..
قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
نلاحظ أولا أن الآية تصف من هم قبل النبي محمد وليس محمداً شخصياً ونلاحظ أيضاً تمنى فهي أيضاً عن أمنية فهنا يوضح الله الأنبياء قبله تمنوا أمنية فألقى الشيطان أمنيته فماذا فعل الله ؟ نسخ أي أزال ما ألقى الشيطان وهو الأمنية ومن ثم حكم آياته أي ضبطها مما ألقى الشيطان وهي الأمنية ومن ثم سينطقها النبي كما أحكمها الله فالآية واضحة ولا تحتاج إلى تأويل وتلاعب بكلمة أمنية لاجل الدفاع عن أمنيات الرسل ففي النهاية الرسل والأنبياء بشر وإلا ستعني أن الرسول كان ينطق الهوى وهو قول الشيطان وهذا لا يتفق مع بقية الآيات كما في قوله تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ).
سنوضح رابع وآخر آية يستدل بها على النسخ بين القرآن الكريم.
قال تعالى : ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ ).
هذه الآية على الأغلب نفهما بطريقة خطأ أليس المفروض تقول سنوحي لك فلا تنسى ؟ فالقراءة غير الإيحاء وعلى الأغلب تخص موضوع آخر لا يخص الرسالة والله أعلم ولو فرضنا كما فسروها فهي على العكس تماما ” فلا تنسى ” كأن تقول مرضعة لرضيعها سأرضعك فلا تجوع أي أرضعك وجبة لن تجوع بعدها..
وفي النهاية نرد على أهل الفقه وتراثهم بأية واحدة تضرب مفهومهم القذر للنسخ وحلمهم لإزالة الأحكام الآلهية والاعتماد على أقوال أصحاب الجاه والسلطان…
قال تعالى : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ).