ثقافة

تفسير قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا}

تفسير قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا}

للقدامى – من علماء اللغة والتفسير – هاهنا تفسيران في:

1- جملة (فناداها) 2- وكلمة (سري) وبيان ذلك باختصار:

أولا: فناداها: الضمير يعود على: 1- عيسى 2- أم جبريل؟

والصواب: أنه على عيسى: هو الذي نادى أمه وكلمها..

ومن زعم أنه جبريل، فقد أخطأ.. وهذا يخالف:                      1- سياق النص 2- ونظام كلام العرب.. ولا يقول بهذا إلا أعجمي، لا يفقه كلام العرب!

ثانيا: معنى (سريا) قالوا فيه رأيين:

1- السري هو: النهر 2- والسري هو: الرجل السيد في قومه..

وكلا التفسيرين خطأ؛ لأنه قائم على وهم أن (سريا) اسم..

والصواب أنه صفة..

وتحتك تعني (فرجك) وسريا = واسعا

وهذا طبيعي؛ فالبنت الصغيرة مفزوعة مرعوبة من قصة (حملها) بلا ذكر، التي شوهت سمعتها عند قومها؛ حتى اضطرت للاعتزال والخلوة والنزوح بعيدا عنهم..

ثم تفاجئها آلام المخاض.. وهي – كما وصف ربنا عائشة أم المؤمنين – من (الغافلات) لعلها لا تدري من أين يخرج الجنين؟

فلما شعرت بأنه سيخرج من ذلك الموضع، فزعت فزعا شديدا..

فأنطق الله المولود عيسى؛ ليطمئنها إلى مستقبلها، ولأشياء كثيرة أولها:

أن آلام الولادة ستكون محتملة؛ لأن الله – من رحمته بالأنثى حين تضع – يجعل عضلات عضوها تتمدد (في جميع الاتجاهات) حتى يمكن أن يخرج منه، رأس مولود – ثم جسمه – بوزن عدة كيلو جرامات.. وطول قد يصل لنصف متر!

وهاهنا نقطة جوهرية ( لا يجوز أن ننساها) وهي:

أن أطوال البشر – قبل ألفي سنة – كانت – على الأقل – ضعف أطوالنا..

وبالتالي: 1- وزن الجنين قد يصل لعشرة كيلو جرامات..

2- وحجم رأسه -على الأقل – كأحجام رؤوسنا نحن الرجال..

وهذا بعد مولد عيسى عليه السلام، بأكثر من ألفين وعشرين سنة!

وأما زعم أن (سري) يعني النهر، أو السيد.. فهذا من خزعبلات (بعض) علماء اللغة القدامى.. كانوا – إذا لم يفهموا معنى كلمة – ألفوا واخترعوا..

وزعموا أنها لغة قبيلة (كذا) وربما زعموا أنها هندية أو نبطية أو حبشية أو (رومية: تركية)

ثم لا تنقصهم الوقاحة: أن ينسبوا تآليفهم وتخاريفهم وخيالاتهم واختراعاتهم.. إلى بعض الصحابة – خاصة ترجمان القرآن: ابن عباس – وهو رضي الله عنه، بريء براء من كل ما ينسبون إليه من هراء!وكل هذا تأليف وتخريف.. ليس من العلم في شيء..

وليس عليه أدنى دليل!   وطبعا علماء التفسير، مرجعهم الأول هو: علماء اللغة الذين كان بعضهم يؤلف من دماغه.. ويخرط خرطا.. ويتخيل خيالات.. ويخترع اختراعات..بلا حدود!

د. رصين بن صالح الرصين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى