معلومات عامة

الورثة واللصوص يهمنا القول لا القائل

الورثة واللصوص يهمنا القول لا القائل احذر من الورثة واللصوص لدى الجماعات والأحزاب.

المحتويات

الورثة واللصوص يهمنا القول لا القائل، مشكلتنا نحن العرب النظر الى القائل لا الى القول، وهي مشكلة عويصة جدا. حتى أسئلتنا في مناهجنا ومسابقاتنا : من القائل؟ ولمن قيلت.

أقوال عند العرب غرائب وعجائب

شيء من هذه الغرائب والعجائب التي لا تقدم ولا تؤخر كقول السائل : من هو الشخص الذي كذا وكذا ؟ كم كان طول آدم ؟ وكم كان عدد جيش ابره؟ من هو القائد… ؟ وكل هذا لا يسمن ولا يغني من جوع. لهذا نحن متخلفون وسنظل متخلفين إن لم نتجاوز الشخصنة، ناقش المعلومة فندها انظر لقيمتها العلمية وجدواها، هذا هو المطلوب.

دعوة لنبذ الخلافات حول أشخاص

دعك من علي ومعاوية وابو بكر وعمر، كن أنت عليا أو أبا بكر أو عمر، هم رجال ونحن رجال. والمعاني مطروحة في الطريق، اخرجوا من القمقم يا عرب لا تدوروا بنفس الدائرة . لدينا ميراث عظيم يحترم العقل ويفتح الآفاق (القرآن) ، إما أن تتمثلوه أو سيأتي الله بقوم غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.

الورثة واللصوص يهمنا القول لا القائل

اذا كنا نعيش واقعا مزورا فمن الاسهل تزوير التاريخ، ثم ان الإمامة السابقين والخلفاء اجتهد وليس معصومين من الخطأ اذا ثبت ان أحداً قد أخطأ أو خالف، فلا كلامنا يقدم ولا يؤخر عنهم شيء.

هذه الأمة تتمتع بمقومات النهضة والثروة والعلم والحكمة والجغرافيا والتاريخ ووحدة اللسان والهوية، مالم تتمتع به أمة أخرى، لكنها مع الأسف تتنازع على الفتات ولا تنظر إلى البعيد، أمة تمزقت وتشرذمت وتمذهبت وتسننت وتشيعت والريموت بيد غيرها يحركها كيف يشاء.

الا ترون القحط والجفاف، وشمس وريح، أرض شاحبة وسماء مكفهرة، وجوه عابسة ونفوس موحشة، حتى الحشرات والبهائم في حالة استنفار قصوى. كل المخلوقات تقول : نفسي يا نفسي! ماذا يجري؟

سبحان من لا يُسأل عما يفعل!

أدركوا نفوسكم أيها البشر، الظلم زاد عن حده والكون غاضب. وأنتم تغوصون في أمم قد سبقت، وتلهثون من كان الصحيح ومن المخطئ، ” تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ” ،” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ” ارجعوا إلى ربكم فليس لنا من ملجأ إلا رحمته.

احذر من الورثة واللصوص لدى الجماعات والأحزاب

ما بين وريث خامل كسول ، ولص نشط دؤوب ، يتعرض ميراث الكتاب والحكم والنبوة. الورثة الشرعيون يتنازعون فيما بينهم على الخمس، واللصوص هناك يطمعون في أخذ الجمل بما حمل.

العرب هم الورثة الشرعيون، والفرس والروم هم اللصوص، نعم العرب هم الورثة الشرعيون الذين ورثوا الكتاب والحكم والنبوة. فالكتاب بلسانهم، والحكم بما أنزل الله في هذا الكتاب العربي والنبي من أنفسهم، لكن لا أدري ماذا أقول!

أتراهم سفهاء في ميراثهم تم الحجر عليهم من المحكمة الإلهية ! أم تراهم قصارا مات وصيهم وتعرض ميراثهم للسرقة !!

وقسمونا إلى أتباع الفرس و تمثلهم إيران، والروم في الجانب الآخر تمثلهم أوروبا، يتناوبون هذا الميراث العظيم جولة بجولة ويتقاسمونه بلدة ببلدة. يتفقون حينا ويختلفون أحيانا، والعرب هنا يتنازعون على خمس الخمس !!

أدري أن بعضكم قد يتشنج لمثل هذا الكلام بسبب التعبئة من الحكام لحاشيته التي طمست هويته وسلبت عقله وأصبح في الهامش. يا أعزائي لا تتشنجوا فأنا أدافع عنكم وعن ميراثكم وأدعوكم إلى الوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والنزاع والنظر إلى بعيد، فأنتم الورثة الشرعيون.

صدقوني أن زعماء العرب ليسوا أكثر من لصوص يستخدمونكم أيها الوزراء كالكروت ثم يرمونكم في الزبالة.

هم لا يهمهم كتاب ولا نبوة ولا هوية إيمانية، لديهم هوياتهم ولسانهم وحضارتهم وتاريخهم. هم يهتمون بهوياتهم من خلالكم ويبنون عروشهم من جماجمكم ويملؤون كروشهم من ثرواتكم ونفطكم، ويسعون في طمس الركن الذي يوحدكم والنواة التي تجمعكم.

على من اللوم إذن عند العرب؟

إذا كان الورثة خمالا جهالا فمن العبث أن يظل الميراث بلا تفعيل وتنمية واستثمار وحركة. أم نلوم اللصوص (حكام وجهلة) ومن وراءهم لأنهم اعتدوا على ميراث غيرهم وزرعوا الفتن بين الورثة !!

الإسلام دين للناس جميعا، هذا صحيح، ولكن الحكم ينبغي أن يكون عربيا بهذا الدستور العربي : “وكذلك أنزلناه حكما عربيا”. ألم تقرؤوا هذه الآية في سورة الرعد ؟ الإسلام نظام عالمي نعم، ولكن إقامته فريضة على هذه الأمة الوسط. وبقية الأمم تكفيها الاستقامة، وشتان بين الإقامة والاستقامة !!

ولكن في المقابل، ألا يحق للنشطاء والمستثمرين ومن لديهم حس تنموي أن يستولوا على هذا الميراث ليفعّلوه. ما دام الورثة كالغنم بلا راع، وكالحمار يحمل أسفارا. لقد أورثنا الله من أهل الكتاب الحكم والنبوة والكتاب وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، لأنه هو الوارث. وله ميراث السموات والأرض.

فلماذا لا يكون قد أذن باستبدال قوم غيرنا ليحملوا هذا الميراث العظيم !! هذا مجرد احتمال واحتمال ضعيف أيضا، فما زال في هذه الأمة نبض وحياة. تحتاج فقط إلى وصي منها وفيها يتحدث بلسانها ويتمتع بهويتها، ويحمل همها ويتبنى قضيتها ويوحد كلمتها ويرفع رايتها ويوقف اللصوص عند حدهم.

أقرأ أيضا : من ثمار القومية العربية في القرن العشرين

أيها الموسرون تفقدوا فقراءكم وأنقذوا أنفسكم بالعطاء قبل فوات الأوان، يا من يأكل أموال اليتامى ويتحايل على ميراث الأرحام أعطوهم حقوقهم وأنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان.

ماذا تنتظرون؟ لا دولة تنظم أموركم وتسير شؤونكم وتعطي حقوقكم، ولا مجتمع واع يعول عليه في الخروج من عنق الزجاجة. لا شيء يلوح في الأفق سوى الخراب، تقطعت بكم الأسباب، والذين يكنزون المال لليوم الأسود سيُستدرجون من حيث لا يعلمون.

الأمر لله، والحكم لله، والملك لله، وأعمال الله كلها خير وإن كان في ظاهرها شر، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى