الفرق بين قوله تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا)، وقوله تعالى:(والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا)
الفرق بين قوله تعالى: (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا)، وقوله تعالى:(والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا)
أولا.. في سورة الأنبياء:
الحديث عن (الأنبياء)
1- فلما كان الحديث عن (الدعوة والنبوة)
2- ومريم ليست (نبية) ولا لها علاقة بموضوع الآيات سوى:
أنها أم نبي – جاء ذكره في الترتيب الزمني – وهو عيسى عليه السلام..
كان المناسب أن يقال {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيها}الأنبياء91
لأن الآية هنا لا تتحدث عن (الحمل والولادة)
وإنما تتحدث عن عن (محض الخلق) كخلق آدم عليه السلام..
فلذا عاد الضمير على (الخلق)
ثانيا.. في سورة التحريم:
الحديث عن نساء خمس هن: زوجتي رسول الله: 1- عائشة 2- وحفصة3 وآسيا بنت مزاحم: زوجة فرعون.. 4- وزوجة نوح 5- وزوجة لوط..
1- فلما كان الحديث عن (النساء) وليس عن (الدعوة والنبوة)
2- ومريم امرأة كسائر النساء: يمكن أن تمارس الجنس..
كان المناسب أن يقال {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ}التحريم12
لكي يشير إلى شيئين:
1- (معجزة) تفردت بها مريم عليها السلام وهي: أنها حملت من غير أسباب الحمل (الطبيعية) وهي: ماء الذكر..
2- وإنها عفيفة شريفة.. كما هن النساء اللاتي ذكرن (عفيفات شريفات)
فإن بنات وأمهات وأخوات وقريبات وزوجات (أي نبي) قد يكن كافرات كما هو شأن زوجتي نوح ولوط عليهما السلام..
ولكن لا يمكن أن يكن موضع شبهة في (العرض والشرف)
أما زوجة فرعون، فهي طبعا كمريم عليها السلام 1- مسلمة 2- وولية 3- وعفيفة شريفة..
باختصار: أم وبنت وأخت وقريبة وزوجة النبي (أي نبي)
قد تكون كافرة.. ولكنها لا يمكن أن تكون (زانية)
وهذا لمن يخطئ فهم دلالة الفعل في جملة (خانتاهما) في الآية.. فيخطر في باله: أنها الخيانة الزوجية الجنسية..
وهذا طبعا تفسير فاسد جاهل.. كاذب خاطئ باطل..
فلما كان الحديث – في التحريم – عن شؤون نسائية بحتة: بايولوجية فسيولوجية.. تتعلق بأسباب الحمل والعرض والشرف..
كان المناسب أن يعود الضمير على (العضو) البايولوجي الفسيولوجي نفسه (الفرج)
ليدل على (معجزة وشرف) متعلقين بالنساء المذكورات..
وليس – كما في سورة الأنبياء – على (محض خلق نبي)
وفي آية التحريم إشارة (واضحة) إلى براءة عائشة من (الإفك) الذي رماها به المنافقون..
إضافة إلى السورة الخاصة بها رضي الله عنها: سورة النور؛
ولهذا ختم السورة – الخاصة بعائشة وحفصة – بذكر مريم: العفيفة الشريفة البتول عليها السلام!