الشخصيات في القرآن بين التصريح والتلميح، أن القرآن لا يحابي ولا يواري لأنه كلام الله. ليس كلام شاعر يخاف من بطش السلطة فيضطر للتورية والتلميح، وليس كلام كاهن يدخل الناس في دوامة فارغة. إنه كلام الله، وهو الحق.
فإذا ما أراد أن يذم شخصية ما ذكرها صراحة لا تلميحا ، كما ذم أبا لهب وهو عم الرسول.
الشخصيات في القرآن بين التصريح والتلميح
لقد ذم القرآن أشخاصا عبر التاريخ كفرعون وهامان وقارون وغيرهم ، فإذا لم يكن مصلحة دينية أو فنية من ذكر الشخصية أشار إليها كنموذج لعينة من البشر كأشقى ثمود الذي تعاطى وعقر.
أفيستحيي القرآن أن يصرح بشخصية الوليد بن المغيرة ، أو بشخصية أبي طالب!
إن ما ورد من وصف الوليد للقرآن يستحق الإشادة بصاحبه لا الذم.
والدليل أننا ما زلنا نردد تلك المقولة: إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة… الخ” أفيستحق صاحبه أن يوصف بالزنيم لأنه قال في الأخير : سحر يؤثر !
وقد قيل ما قيل في كلمة (زنيم) هل تعني زنوة أو لصيق النسب يعني مزين أو مخرص الأذن وغيرها من المعاني.
وقيل أيضا أن الوليد سأل أمه فاعترفت بجريرتها ! دعنا من هذا.
قد تكون الآيات الواردة أعلاه تحكي عن (الوليد) كنموذج من البشر ولذا جاءت عبارة (كل) “ولا تطع كل حلاف مهين ” وقد يكون أبو طالب مات مشركا وصار نموذجا لعدم جدوى القرابة.
ولكن لا داعي لتوظيف آيات نزلت متأخرة جدا عن وفاته فيه !
اقرا أيضا : تفسير قوله تعالى : “وإذا العشار عطلت” معناها
وطالما أن القرآن لم يصرح باسم هذا أو ذاك فلا مصلحة شرعية للدين أو فنية للقصة في التصريح بالشخصيات.
والقرآن أجل وأسمى من أن يهمز أو يغمز أو يلمز.
وما أود قوله انه في مسلسل (عمر) لابد أن المخرج احتار كثيرا في اختيار النص الذي طلبه خالد في أبيه بعد إسلامه ، فاختار نص المدثر بدلا عن نص القلم لأن الأخير فيه كلمة (زنيم) وبعض الشيء أهون من بعض!
ومثل هذا تخبط المفسرون في آية : إنك لا تهدي من أحببت” وآية : “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى” فحاول فقهاء السلطة الأموية إلصاقها بأبي طالب نكاية بعلي!
لذا كان الأحرى ب حاتم علي مخرج مسلسل عمر أن لا يقع في هذا الحرج وأن يحذف مشهد خالد وهو يطلب سماع الآيات الواردة في أبيه كما قيل لأنها باختصار لم تقل فيه أو لم تخصه.