المحتويات
أهمية العشر والحث على الاعتكاف، الحمد لله معز من أطاعه، ومذل من خالف أمره، فتح أبواب الخيرات لمن أراد رضاه. وأغلق باب السوء عمن أقبل عليه وتولاه، أحمد ربي وأشكره على ما أولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، اجتباه ربه واصطفاه، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد فإن موضوعنا لهذه المقاله هي: أهمية العشر والحث على الاعتكاف.
أهمية العشر والحث على الاعتكاف
معاشر الصائمين، ومضت الليالي والأيام، فإذا نحن الآن قادمون على أفضل ليالي العام، العشر المباركة، عشر التجليات والنفحات وإقالة العثرات. واستجابة الدعوات وعتق الرقاب الموبقات، إنها بساتين الجنان قد تزينت، ونفحات الرحمن قد تنزلت، فحري بالغافل أن يعاجل. وجدير بالمقصر أن يشمر، ويتفضل ربنا على عباده بنفحات الخيرات ومواسم الطاعات، فيغتيم الصالحون نفائسها، ويتدارك الأوابون أواخرها.
وإنها لنعمة كبرى أن تفضل الله علينا ومد في أعمارنا حتى بلغنا هذا الشهر الكريم. وإن من تمام شكر هذه النعمة أن نغتنمها بالأعمال الصالحة، نشكو إلى الله ضعفا في نفوسنا. وقسوة في قلوبنا الغارقة في بحور الغفلة، جرت السنون وقد مضى العمر والقلب لا شكر ولا يذكر.
فضائل العشر والحث على الاعتكاف
أيها المسلمون، كنا قبل أيام قلائل نستقبل رمضان، ونهنى الأمة بمقدمه وها نحن الآن نستقبل عشره الأخيرة. وعما قليل يطوى سجله بما فيه من إحسان المحسن وإساءة المسيء، وتسفح من بعد العبرات على فراق أيام الخيرات والبركات.
هذه أيام شهركم ولياليه الشريفة شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة. قال تعالى: يوم تجد كل نفس ما عملت [آل عمران:30] ينادي ربكم. ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)). هذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته، كم من مستقبل له لم يستكمله. وكم من مؤمل بعود إليه لم هلا تأملتم الأجل ومسيره، وهلا تبينتم خداع الأمل وغروره.
شاهد أيضاً: معلومات عن غزوة بدر
فوائد اهمّية اْلعشر والحث على الاعتكاف
أيها الإخوة، إن كان في النفوس زاجر، وإن كان في القلوب واعظ، فقد بقيت من أيامه بقية. بقية وأي بقية، إنها العشر الأخيرة. وكان يحتفي بها نبيكم محمد يخلطها بصلاة ولوم، فإذا دخلت العشر شمر وجد وشد المنزر. هجر فراشه، أيقظ أهله ، يطرق أيما احتفاء.
في العشرين قبلها كان الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلا: ((ألا تقومان فتصليان)). يطرق الباب وهو يتنو: أهلك نسألك رزقا نرزقك والعاقبة للتقوى. ويتجه إلى حجرات نسائه أمرا: ((أيقظوا صواحب الحجر قرب كاسية في الدنيا عارية القيمة)). ((ألم يكن أهله القيام إلا أقامه)).
اعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم تضيعوا في إحسان الظن بالتمني. ولكن إحسان بحسن العمل، والخوف بترك يخاف منه العقوبة. قافلة الراكدين الساجدين، الظلام، وربك يسمع ويجيب.